إسعافات نوبات الألم الطارئة
الدلائل السريرية تشير إلى أنه يعاني من بوادر أزمة قلبية. داهمه ألم قوي في منتصف الصدر، وبدأ يتصبب عرقاً، وهو يشعر بالتعب والدوار، وهو بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه. من حسن حظه أن أحداً كان قربه فقام بتنفيذ تعليمات الإنعاش القلبي الرئوي الى حين وصول الإسعاف لنقله الى أقرب مركز طبي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا لو كان الشخص وحيداً لحظة تعرضه للأزمة الصحية بعيداً من أي مسعف أو مركز طبي؟ إنها بلا شك لحظة عصيبة، ولكن هذا الأمر قد يحصل لأي كان، فما العمل في مثل هذه الحال؟
يجب ألا نستسلم، فهناك دوماً شيء أو أشياء يمكن أن نفعلها كي «ننفد بريشنا» من مضاعفات صحية خطرة في حال وقفنا مكتوفي اليدين. وفي ما يأتي عرض لما يمكن فعله مع بعض النوبات الخطرة التي يمكن أن تدهمنا ريثما نحصل على العون الطبي.
النوبة القلبية:
كثيرون ممن تفاجئهم النوبة القلبية يكونون وحيدين لا يستطيعون نيل مساعدة خارجية من الآخرين، فما العمل؟ لا شك في أن الوصول الى المستشفى بسرعة هو أفضل سلاح لمواجهة الأزمة القلبية. ولكن في انتظار ذلك، على كل شخص أصيب بنوبة قلبية على حين غرة، وأخذ يشكو من عدم ارتياح في منطقة الصدر ومن ضيق التنفس والألم، وبدأ يشعر بالإغماء وأنه في طريقه إلى فقدان الوعي، أن ينفذ التعليمات الآتية:
- السعال (الكحة) بقوة وبعمق وفي شكل متكرر من أجل الضغط على القلب وتنشيط الدورة الدموية، ومساعدة القلب على استرداد إيقاعه الطبيعي.
- أخْذ نفس عميق قبل كل سعلة من أجل تعزيز وجود الأوكسيجين في الرئتين.
- تكرار السعال وأخذ النفس العميق مرة كل ثانيتين.
النوبة الربوية: إن صعوبة التنفس، كما صعوبة الكلام وعدم القدرة على إكمال عبارة واحدة، والتعرق، والإرهاق، وظهور بوادر القلق والتوتر، وانخفاض الوعي، كلها مؤشرات للنوبة الربوية، وما يجب فعله في هذه الحال هو:
- الجلوس في مكان هادئ وفي وضع مريح.
- أخذ جرعة أو جرعات من بخاخ الفنتولين إلى حين القدرة على التنفس بسهولة.
- الاتصال بالإسعاف.
نوبة النقرس: تكون نوبة النقرس مفاجئة، ويشكو المصاب من ألم مبرح وتورم واحمرار في مفصل إبهام القدم، وتحدث النوبة في أي وقت، ولكنها غالباً ما تحصل بعد تناول وجبة عارمة، خصوصاً من اللحوم الحمراء أو شرب الكحوليات أو الجفاف. وتعالج نوبة النقرس الحادة بالأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية، مثل الأندوميتاسين أو الإيبوبروفين أو الديكلوفيناك، وفي حال وجود مانع يَحُول دون تناول مثل هذه الأدوية (مثل الفشل الكلوي أو القرحة المعدية)، فمن الممكن استعمال عقار الكوليشيسين كبديل لهذه الزمرة من الأدوية.
إن إرتفاع نسبة حامض البول هو الشرارة لإشعال نوبة النقرس، من هنا ضرورة الاهتمام بإنزاله إلى الحد الطبيعي بالحمية والأدوية المناسبة، وإنزال الوزن في حال وجوده.
نوبة الشقيقة: الشقيقة (الصداع النصفي) من أقسى أنواع صداعات الرأس، وهي تصيب كل الأعمار، لكنها تشاهد عادة في الفئة العمرية من 25 إلى 55 سنة، والنساء هن الأكثر تعرضاً لها.
وتزور الشقيقة صاحبها على شكل نوبات متقاربة أو متباعدة، ويسبق النوبة عادة إحساس خاص يشعر به المريض يتمثل في مجموعة من الاضطرابات السمعية والبصرية والهضمية الى جانب الشعور بعدم الراحة والتوتر، ليأتي بعدها بفترة تقارب العشرين دقيقة ألم نابض قوي وعنيف يشمل نصف الرأس، وقد يكون هذا الألم من الحدة بحيث يثير لدى البعض رغبة جامحة بنطح جمجمته بأقرب حائط. ولكن نوبة الشقيقة قد تداهم الشخص على غفلة من دون علامات منذرة.
ما العمل لإجهاض نوبة الشقيقة؟
1- الركون إلى مكان هادئ ومظلم على الفور.
2- الاسترخاء التام ومحاولة الخلود للنوم.
3- استعمال أحد المسكنات العادية الشائعة.
إذا لم تنفع الحلول السابقة في قمع النوبة، فإن وصف بعض الأدوية النوعية من قِبَل الطبيب يصبح أمراً لا مفر منه لوضع حد للشقيقة.
نوبة الحصيات البولية: الحصيات البولية المتحركة (التي تسمى في العامية الرمال البولية، وهو تعبير مغلوط لا أساس له من الصحة) قد تكون سبباً لآلام لا تطاق في الخاصرة تجعل صاحبها يتلوى من شدتها وتراه يروح ويجيء في كل الاتجاهات لا يعرف السكينة، وقد تصاحب هذه الآلام بعض العوارض مثل الغثيان والتقيؤات وربما صعوبة التبول وكثرة الذهاب إلى دورة المياه، ويمكن أحياناً مشاهدة نزول الدم مع البول.
كيف تعالج النوبة؟
إن أحد مسكنات الألم وإشراكه مع أحد مضادات التشنج غالباً ما يضع حداً للنوبة، أما في حال استمرارها فلا بد من الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى أقرب مركز طوارئ. على المرضى المصابين بالحصيات الكلوية الإكثار من شرب السوائل، والإقلال من تناول البروتينات، وتفادي المآكل المملحة.
نوبة حصيات المرارة:
المعروف عن حصيات المرارة أنها غالباً ما تكون صامتة لا تسبب مظاهر تذكر، ولكن أحياناً قد تكون هذه الحصيات مصدراً لألم حاد مفاجئ قد يدوم ساعات عدة، يبدأ عادة بعد الطعام بوقت قصير في القسم العلوي الأيمن للبطن، ويمكن أن ينتشر إلى الظَّهر وإلى عظمة الكتف اليمنى.
إن تناول أحد المسكنات القوية يسمح بإجهاض نوبة حصيات المرارة. وفي حال تكرار النوبات أو ظهور مضاعفات لحصيات المرارة، فإن استئصال المرارة يصبح الحل الأمثل.
نوبة الانتصاب المستمر:
في بعض الأحيان قد يعاني بعض الرجال من انتصاب مستمر مؤلم من دون أي رغبة جنسية، وقد يكون السبب معروفاً، مثل حقن العضو بدواء البابافيرين، أو الإصابة ببعض أنواع السرطانات، أو بعد رضوض في العمود الفقري، أو قد يكون السبب مجهولاً كليّاً.
ما العلاج؟
إن وضع كمادة باردة على العضو وصعود الدرج مرات عدة كثيراً ما يعطيان الحل المنشود، أما في حال الفشل فيتم اللجوء إلى خيارات أخرى لا تخفى على الطبيب.
إضافة تعليق جديد