أطباء عادوا من غزة: ما رأيناه يشبه الجحيم
عملت في مناطق ساخنة وفي ميادين الحروب، سابقاً. عالجتُ الكثيرين، أرسلتُ إلى ثلاجات الموتى الكثيرين.. لكن المشهد في غزة »فاق كل احتمال«. قلتُ لنفسي »لا بد أن الجحيم يشبه ما رأيته هنا«.
ميدان الحرب الذي يتحدث عنه الطبيب النروجي مادس غيلبرت، يقع في فلسطين، وتحديداً في قطاع غزة، وتحديداً أكثر في »مستشفى الشفاء حيث المشهد أقرب إلى الجحيم. صراخ ويأس ودماء وأشلاء وأعضاء مبتورة«. وهو أحد الطبيبين الغربيين الوحيدين الموجودين في غزة.
وعمل غيلبرت (٦١ سنة) وزميله اريك فوسي في غزة، حتى الاثنين الماضي، عندما عادا إلى النروج. حملا معهما »أرقاً وكوابيس ومشاهد مؤلمة لن تمحى«، قال فوسي »لأننا أدركنا أننا سنصبح شاهدين على ما يجري في غزة. إذ لم أرَ في حياتي ميدان حرب إلا ويغص بالصحافيين«، وهو ما كان محظوراً في غزة.
وقال الطبيب الهولندي هاروالد فين (٤٩ عاماً)، الذي عمل في مستشفى الشفاء أيضاً، إن »حصيلة الضحايا ترتفع باضطراد في زمن الحرب، لكن ما كان يجري في غزة فظيع، لم يتوقف الموت، لا ليلاً ولا نهاراً. في زمن الحروب، يلوذ الناس بالفرار. ولكن في غزة، هم يقتلون.. لأن لا مكان يفرون إليه«، وكأنهم في مصيدة.
لم يرَ فين خلال عمله في غزة »جروحاً بسيطة، كلها كانت عميقة، في البطن والدماغ.. أعضاء مبتورة.. أهل غزة يحملون جريحاً.. ثم شاب يركض خلفهم حاملاً قدماً، ثم شاب آخر يحمل القدم الأخرى«، كل ذلك »مؤلم ولكن محتمل«، بالنسبة لفين، ولكن »أن ترَى أطفالاً محمولين على الأكف، في مشهد لا ينقطع. أبرياء جميلون. تقول لنفسكَ ما بالهم؟ تتحسسهم. تجد عندئذ ما أحدثه الرصاص في أجسادهم.. غالباً هي رصاصة وضعت حداً لمأساتهم في غزة«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد