أدوية تعـزز أمـراضـاً صنعـت لعـلاجهـا
اكتشفت هيئة الغذاء والدواء الأميركية عقارين طبيين تسببا أحياناً في الأمراض التي كانا قد صنعا أصلاً لعلاجها!
العقار الأول هو «أفانديا» الذي يوصف بشكل واسع لمرضى السكري لحمايتهم من خطر السكتة القلبية، وقد فشل في مهمته، لأن ثلثي مرضى السكري يموتون جراء مشاكل في القلب كان مفترضاً أن يقيهم العقار منها.
أما العقار الآخر فهو مادة «بيسفوسفنتيس» التي تستخدم على نطاق واسع لمنع التشقق في عظم الحوض والعمود الفقري، المنتشر بين المرضى الذين يعانون من تخلخل العظام. وقد فرض على الشركات المصنعة لأدوية يدخل «البيسفوسفنتيس» في تركيبتها أن تضع ملصقاً على منتجاتها، يحذر من تأثيرات جانبية نادرة قد تشمل تشققاً في عظم الفخذ. كما توصل الباحثون إلى اكتشاف مفاجئ آخر هو احتمال تسبب تلك العقارات في انتكاس في عظم الفك!
ونصّت تعليمات هيئة الغذاء والدواء الأميركية واللوائح الأوروبية على منع استخدام عقار «أفانديا» للاشتباه في رفعه لخطر التعرض لمشاكل في القلب، لكن لا يزال «البيسفوسفنتيس» قيد الاستخدام لأن الخبراء يعتقدون أن الفوائد التي يجلبها لمرضى تخلخل العظام لا تزال أكبر من مخاطره.
وقال الباحث الحكومي في جامعة «هارفرد» والخبير في هيئة الدواء دانييل كاربنتر إن «الناس يتقدّمون في العمر والعديد منهم يعانون من أمراض مزمنة، ونتيجة لذلك تستهدفهم الشركات اللاهثة وراء المبيعات الضخمة التي يوفرها أولئك الذين عليهم تناول أدوية معينة طوال حياتهم»، مشيراً إلى أن «الفحوص التي تجري على العقارات قبل إطلاقها بالسوق والتي تركز على تأثيراتها على المدى القصير غير كافية».
ودعا الباحث في جامعة «بنسلفانيا» جايسون كارلاويش إلى إنشاء مصرف معلومات دوائي قومي، لمراقبة وكشف استخدام كل دواء والعواقب التي تترتب على استخدامه.
(عن «نيويورك تايمز»)
إضافة تعليق جديد