أجهزة كشف الكذب هل نثق بها؟

04-10-2013

أجهزة كشف الكذب هل نثق بها؟

سيكون أي جهاز شرطة في العالم ممتناً إذا تم اختراع جهاز يكشف الكذب. وبينما يقال، اليوم، إن أجهزة كهذه باتت موجودة، يبقى السؤال: هل هذه المقولة صحيحة؟
«هل سبق لك أن سببت أذى لأحد؟» أو «هل قتلت السيد شميتز؟»، إجابة المتهم عن مثل هذه الأسئلة تكشف ما يخبئه. وعلى هذا الأساس يعتمد اختبار كشف الكذب التقليدي. وهناك آلة لكشف الكذب تسمى «بولغراف» تقيس أثناء استجواب المتهم ردود الفعل الجسدية لديه مثل وضع الجلد ومعدل نبضات القلب أو ضغط الدم. لكن جهاز كشف الكذب لا يمكنه التمييز بين ما إذا كان شخص ما يكذب أو يقول الحقيقة. والفيصل هو الأسئلة التي يطرحها الشخص الذي يقوم بعملية الاستجواب وكيفية تفسيره لردود فعل الشخص المستجوب.
عادة يطرح الشخص الذي يقوم بالاستجواب سؤالا يتعلق بالقضية المعنية وإلى جانب ذلك أسئلة المراقبة، وهي عبارة عن أسئلة الإجابة الصحيحة عنها معروفة. وقد صممت أسئلة المراقبة عمدا بحيث إنها تؤدي إلى أن يكذب المشتبه فيه. والمقارنة بين ردود فعل الجسم ينبغي أن تظهر ما إذا كان المشتبه فيه قد كذب في السؤال المتعلق بالقضية أم لا.
في الولايات المتحدة الأميركية ينتشر على نطاق واسع استخدام جهاز كشف الكذب ارتباطا مع أسئلة المراقبة. بل إن بعض السلطات الحكومية تختبر المتقدمين للوظائف لديها بهذه الطريقة.
لكن هذا الإجراء مثير جدا للجدل، ويعتقد العديد من العلماء أنه لا يمكن الاعتماد عليه. ويقول جون - ديلان هاينز، مدير «مركز برلين لتصوير الأعصاب المتقدم»، إنّ «أجهزة كشف الكذب التقليدية تقيس درجة توتر الشخص الذي تقام عليه التجربة وهي بهذا تحقق بالفعل معدلا جيدا، ومع ذلك يمكن للشخص أن يتعلم كيفية خداع تلك الأجهزة».
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الخوف والغضب والمفاجأة إلى تحريف النتائج، بحسب ما يقول هانز غيورغ ريل، الخبير في علم نفس الجريمة في جامعة ماينز الألمانية. ويعتبر أنه «حتى الشخص البريء أيضا يمكن أن يتفاعل عند السؤال حول جريمة قتل بشكل أقوى من تفاعله مع أسئلة أخرى». لذلك، لا يسمح في ألمانيا باستخدام هذا الأسلوب.
ويمكن أيضا استخدام جهاز كشف الكذب مع طريقة أخرى للأسئلة، في ما يسمى «اختبار المعرفة بالجريمة». وبهذه الطريقة يواجه السائل الشخص المشتبه فيه بسؤال له عدة إجابات محتملة. على سبيل المثال: «هل قتل السيد شميتز بالرصاص، أم تم خنقه أم طعن أم مات مسموما؟». وعندما يحدث توتر في جسد المشتبه فيه إذا ما ذكر السائل الإجابة الصحيحة، فبإمكان الشرطة أن تكون متأكدة من أن الشخص يعرف عن الجريمة أكثر مما يريد الاعتراف به، وبأنه من المحتمل أن يكون متورطا بشكل ما في الجريمة.
في المقابل، يريد باحثون الكشف عن الأكاذيب مباشرة من مصدرها، أي الدماغ. وهم يبحثون عن مناطق في الدماغ تنشط أثناء الكذب، وتهدأ عندما يقول الشخص الحقيقة.
إنّ التصوير بالرنين المغناطيسي يظهر مناطق الدماغ التي تستهلك المزيد من الأوكسجين، وبالتالي فهي تعمل بشدة أكثر من غيرها.
لكن المسألة ليست بهذه البساطة، بحسب ما يقول ماتياس غامر، عالم الأعصاب في «المستشفى الجامعي في هامبــورغ إيبندورف». ويعــتبر أنه «ليس هنــاك منطــقة في الدمــاغ تستــجيب لـلأكــاذيب على وجــــه الخصــوص».
ومع ذلك، ليس من المستبعد أن يقوم الباحثون في المستقبل بصناعة جهاز مسح ضوئي لكشف الكذب، وذلك لأن «هنـاك دلائل على الكــذب في الدماغ»، كــما يقول جون - ديلان هاينز. «إذا كان الشخص المختبر يكذب فــإن مناطق السيطرة في الدماغ تستجيب في المختبر خاصة».
في المقابل، هناك أشخاص، مثل هانز غيورغ ريل، يؤدون عملهم بإتقان، من دون استخدام تكنولوجيا.
فهو يقوم بتحليل مضمون ما يقوله الشخص وكيف يقول ذلك. ويمكن عادة التعرف على أن الشخص يكذب من خلال اللغة والحكاية ذاتها.
وفي الحياة اليومية غالبا ما يكون الشعور الشخصي والحدس الوسيلة الأفضل والوحيدة لمعرفة ما إذا كان شخص يكذب. وهما متاحان دائما وأرخص من أي تكنولوجيا.


(عن «دويتشه فيلله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...