أبطال من ورق
يمكن القول عموماً إن الناس ضحايا تصوّراتهم عن أنفسهم، حيث الزوجة ترى أن جمالها خسارة في زوجها، والزوج يرى في ذكائه وماله أكثر مما تستحقه زوجته.. رجال الحكومة يتصورون أنفسهم رسلاً منقذين لرعاياهم المغفلين، بينما (المغفلون) يرون في رجال الحكومة عمياناً غير قادرين على تلمس الحقائق من حولهم.. الرقاصة تظنّ أن العالم يهتز لإيقاع أردافها، والجندي يرى في قتل الآخرين إنقاذاً للسلام، ولابدّ للقاضي أن يبطش بأحد الخصمين ليشعر بقدرته على تسويق عدالته، وللمؤذن من أن يصعد إلى أعلى المئذنة لكي يكتمل تصوره بأنه الأقرب إلى الرب من بقية عباده.. لذلك يمكن القول: إن العالم من حولنا ليس أكثر من تصوّرات وأوهام تدفعنا لتكرار كلمة (في الواقع).. (في الحقيقة) لكي نصدّق أنفسنا كلما أردنا الحوار مع بعضنا، حيث نبدو كأشخاص من ورق في رواية خيالية لا تنتهي فصولها!؟
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد