آلام الظهر علاجها حبة المحلب والعودة الى العمل!
خلافاً للاعتقاد السائد بين عدد كبير من الاطباء وارباب العمل، حض تقرير بريطاني على اهمية عودة الموظفين الذين يشكون من اوجاع الظهر والتهاب المفاصل، الى العمل والبقاء فيه «اطول فترة ممكنة». وبحسب التقرير، تساعد الحركة والنشاط والمثابرة، في ازالة الاوجاع وتعيد الليونة الى الاعصاب وتتكفل بانهاء الترسبات الكلسية عن الغضاريف.
ويشكو نحو مليون بريطاني من المرض الذي يكلف الاقتصاد نحو 7 بلايين استرليني سنوياً في حين تُقدر دراسات منظمة العمل الدولية ان نسبة 40 في المئة من العمالة في الدول الصناعية تشكو من اوجاع الظهر وما يرافقها.
ويُقدم التقرير الذي اعدته «مؤسسة العمل الخيرية»، اثباتات وقرائن تفيد ان «العمل المنتظم» ساعد في شفاء المصابين بمرض «تصلب العضلات والجهاز العظمي». لكنه يُشدد على ان تترافق العودة الى العمل مع بعض الضوابط وتعديل ظروفه بما يتناسب مع الضرورات منعاً لانتكاسة المريض.
ويشير التقرير الى وجود 200 حالة تؤدي الى اوجاع الظهر وتؤثر في كل من النخاع الشوكي والمفاصل والعضلات والاوتار، وهي الاكثر تأثيراً في الاصابة بالآلام، اضافة الى ما يُعرف باسم «مرض الظهر الوهمي»، المنتشر خصوصا لدى العاملين في الصحافة والمكاتب الحكومية.
ويقول الباحث في المؤسسة ميشال ماهدون ان «ضغوط العمل والاجواء غير المريحة من بين اسباب اوجاع الظهر... وعلى اصحاب المؤسسات اشاعة راحة البال بين العاملين وابعاد التوتر «غير الضروري» عنهم للقضاء على آفة اوجاع الظهر. ويؤيد البروفسور الان سليمان مدير الابحاث في مؤسسة محاربة داء المفاصل الخيرية عودة «المصاب» الى ممارسة حياته الطبيعية من دون خوف او وجل، اذا تأمنت الظروف اللازمة له في بيئة مكتبه او حتى في المنزل.
وتؤمن مؤسسات بريطانية عدة الظروف المناسبة لموظفيها حتى ان بعضها سمح للمرضى بالعمل موقتاً من منازلهم مع ترتيب كيفية المشاركة في الانتاج بصورة طبيعية. ووفق احصاءات منظمة العمل الدولية يعاني واحد من كل اثنين من «نوع ما» من اوجاع الظهر التي تراوح بين الديسك والتواء فقرات السلسلة أو من حمل اثقال بصورة غير سوية.
ولا ينصح الاطباء البريطانيون بالعلاج الفيزيائي، سوى للحالات المستعصية، ويفضلون العلاج الطبيعي ويصف بعضهم حبة «المحلب» الذي يُستخدم في علاج الرعشة والنقرس وآلام المفاصل والأورام وهو عادة ما يُقدم دواء كمراهم أو كشراب. ويُذاب مسحوق المحلب احياناً مع ماء الحمام لازالة أوجاع الظهر والكبد. وجاء في «قانون ابن سينا عن المحلب» أنه «مسكن للأوجاع خصوصاً أوجاع الظهر، ويفيد في علاج حصى الكلى، ويمكن إعداده كمشروب مضافاً إليه العسل».
ووفق دراسات عدة ثبت ان استخدام الكومبيوتر، وعلى رغم تسهيله العمل وزيادته الانتاجية، الا انه يُركز الضغط على ظهور الموظفين واصبح يمثل الخطر الدائم على صحتهم وزاد من تقوس او انحناء هاماتهم. وتشبه اخطار «مجالسة الكومبيوتر» تلك المنبثقة عن قيادة السيارة لمسافات طويلة او الجلوس امام التلفزيون من دون حركة.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد