«نيويورك تايمز» تتحدث عن هروب الأجانب من دبي

اعلنت شركة «اعمار» العقارية في دبي امس، انها سجلت خسائر كبيرة في الربع الاخير من السنة الماضية تجاوزت 481 مليون دولار بسبب التأثير الكبير للازمة المالية العالمية على عملياتها، لا سيما في الولايات المتحدة، في وقت ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن سلطات دبي تلغي يومياً ما يزيد على 1500 تأشيرة عمل لأجانب يغادرون الإمارة بعد تراكم الديون.
وذكرت الشركة في بيان انها سجلت خسائر صافية بلغت 7.481 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الاخيرة من العام 2008، الامر الذي جعل أرباحها للعام ككل تتراجع بأكثر من النصف مقارنة بأرباح العام .2007 وكان صافي الارباح في الفصل الاخير من 2007 بلغ 473 مليون دولار.
ووصل صافي أرباح اعمار خلال 2008 الى 832 مليون دولار مقارنة ب1,79 مليار دولار في 2007، اي بتراجع 3.53 في المئة تقريبا. وانخفضت العائدات في الربع الاخير من العام الماضي بنسبة 32 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الذي سبق لتصل الى 952 مليون دولار. كما انخفضت المبيعات خلال السنة بنسبة 10 في المئة لتصل الى 36.4 مليارات دولار.
و«اعمار» هي اكبر شركة عقارية مدرجة في الشرق الاوسط، وقد تراجع سعر سهمها بنسبة 85 في المئة خلال 2008، كما تراجع سعر السهم بنسبة 12 في المئة منذ مطلع .2009 وذكرت الشركة في البيان ان تراجع عائداتها في الربع الاخير من السنة «يعود بشكل أساسي الى تباطؤ السوق العقارية في دبي». واوضحت انها تركز حاليا على إكمال مــشاريعها العقارية التي بدأتها الا انها ستعلق إطلاق مشاريعها الجديدة لانخفاض العرض في سوق العقارات في دبي.
في موازاة ذلك، اعلن «بنك الامارات ـ دبي الوطني»، اكبر مصرف في العالم العربي من حيث الأصول، ان أرباحه الصافية في الربع الاخير من العام الماضي تراجعت بنسبة 99 في المئة بينما تراجعــت على إجمالي السنة بنسبة 7 في المئة. وذكر المصرف ان أرباحه الصافية في الربع الاخير من العام الماضي تراجعت من 354 مليون دولار الى 8.3 ملايين دولار. وتأسس المصرف في تشرين الاول 2007 بعد اندماج بنك الامارات الدولي مع بنك دبي الوطني.
وفي تقرير عن سوق العمل في دبي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن العمال الأجانب الذين يشكلون 90 في المئة من سكان الإمارة، يغادرون البلاد هاربين من ديونهم المتراكمة نتيجة خسارتهم وظائفهم بسبب الازمة الاقتصادية العالمية. وذكرت صحف محلية نقلاً عن مسؤولين حكوميين أن دبي تلغي 1500 تأشيرة عمل يومياً.
واوضحت «نيويورك تايمز» ان المتحدث باسم وزارة العمل في دبي حميد بن ديماس «رفض تأكيد الخبر او نفــيه، وامتنع عن إعطاء مزيد من التفاصيل»، وان الرقم الحقيقي «أعلى بكثير». وينص قانون الإمارة على أن أمام الأجانب الذين يفقدون تأشيرات العمل بعد خسارة وظائفهم، شهراً للمغادرة. وبحسب الصحيفة، فإن دبي تشهد ضَعفا في الإنفاق وشغورا في المنازل وانخفاضا في أسعار العقارات، وتعليقا لأعمال بناء ضخمة، علما بأن أسعار العقارات في دبي هبطت بنسبة 30 في المئة أو أكثر في الشهرين الماضيين في بعض أجزاء المدينة.
وجاء في تقرير «نيويورك تايمز» أن عدد السيارات التي هجرها أجانب فارون في موقف مطار دبي الدولي بلغ 3 آلاف، بعدما تخوف أصحابها من دخول السجن في حال لم يسددوا أقساطها، علما بأن الحكومة تؤكد ان الرقم أقل بكثير. ونسب الى صحف إماراتية أنه ألصقت على الزجاج الأمامي لبعض هذه السيارات كلمات اعتذار وتركت في داخلها بطاقات اعتماد مستنفدة. ويعمد تجار السيارات المستعملة حالياً إلى بيعها بـ 40 في المئة أقل مما كان عليه سعرها قبل شهرين من الآن.
وأشار التقرير الى أنه «عوضاً من أن تتجه دبي الى الشفافية، قررت السير في الاتجاه الآخر، من خلال مشروع قانون يجرم إلحاق الضرر بسمعة البلاد واقتصادها في وسائل الإعلام»، بفرض غرامات تصل الى 272 الف دولار.

المصدر: وكالات