«بولسا فاميليا»: فكرة برازيلية ضد الجوع

اعترفت الحكومة البرازيلية بأن الأزمة العالمية قد تؤثر على نمو الانتاج المحلي الإجمالي فيها. وللحؤول دون حصول ذلك، أنشأت «بولسا فاميليا» وهي عبارة عن منح عائلية لمساعدة الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى، وهي المسؤولة عن الطلب في السوق الداخلي.
وتقدم البرازيل اليوم أكبر مشروع عالمي يعطي المال مباشرة للبيوت الفقيرة وخصصت الدولة مساعدات بقيمة ثمانية مليارات دولار في هذا الشأن. وبالنسبة للبرازيليين الذين يعيشون في الفقر المدقع، تعتبر هذه المساعدات نقطة الفصل بين المجاعة والاستمرار. وقد تصبح هذه الخطة عالمية في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الغذاء وتشهد بعض الدول مجاعات مرعبة كتلك التي تهلك القرن الأفريقي.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» قد انتخبت مؤخرا قائدها البرازيلي خوسيه غرازيانو دا سيلفا الذي كان وزير الأمن الغذائي في البرازيل سابقا وأحد مؤسسي البرنامح الاجتماعي المحلي «زيرو هنغر» أي «صفر مجاعة» والذي يتضمن مخطط بولسا فاميليا. وأضاف غرازيانو أن القضاء على الجوع هو أولوية منظمة الفاو، مشيرا إلى أن المشروع البرازيلي «صفر مجاعة» يجب أن يكون مثالا للدول الأخرى. وخلال السنوات الثماني الأخيرة، انتشل 19 مليون برازيلي من الفقر.
وشجع خيار غرازيانو الناشطين في محاربة الفقر والجوع الذين رأوا كيف كان برنامجه يقلص الفروقات الاجتماعية والفقر المدقع الذي لطالما أعاق نمو هذه الدولة. والسؤال الذي يطرح هنا هو ما إذا كان ذلك النجاح بوسعه أن يترجم في دول لها حكومات وثقافات ومشاكل مختلفة. ونلاحظ أن التغيير في البرازيل جاء دراماتيكيا حســب ما ورد عن بيان حكومي صدر في أيار الماضي أن مــعدل الفقر المدقع انخفض من 17 مليون في العام 2003 إلى تسعة ملايين بعد مرور ست سنوات.

المصدر: وكالات