«بورصة» البندورة والبطاطا في تزايد .. والجيوب «فاضية» !
بدأت أم علي حديثها بالسؤال عن أخبار البورصة، وسط استغراب صديقاتها، لكن الطرفة أنها كانت تقصد بورصة البندورة والبطاطا، اللتين تحلق أسعارهما عالياً كل يوم، لتقف عند 500 ليرة لكل كيلو منهما، لكن طبعاً عائلة مؤلفة من خمسة أفراد لا يكفيهم كيلو غرام واحداً، الذي غالباً ما يكون ««نصفه تراب» حسب شكواها، والحال ذاتها تنطبق على البندورة، التي يصعب الاستغناء عنها، ما يزيد من معاناة الأسرة المعيشية ويحملها عبئاً آخر يثقل كاهلها.
الشكوى ذاتها تكررت على لسان الشابة حلا، التي اشترت كيلو البطاطا والبندورة بـ800 ليرة، وهنا ابتسمت ابتسامة تخفي وراءها الكثير من المرارة، أنا وحيدة وهذه الكمية تكفيني فترة جيدة، لكن عموماً واقع غلاء الخضر والفواكه لم يعد يحتمل، ويضاف إلى سلسلة أزمات معيشية تزيد واقعنا سوءاً.
الصقيع السبب..!
«تشرين» جالت على بعض أسواق دمشق ولاحظت الأسعار المرتفعة على لحمة الفقير والبندورة مع ارتفاع جديد طال جميع أنواع الخضار الورقية، وعند سؤال أصحاب المحال عن السبب، كان الجواب «الصقيع» ضرب المواسم، فالتاجر اشترى بسعر مرتفع لذلك سيرفع السعر، ضمن «هامش الربح».محمد العقاد- رئيس لجنة سوق الهال أوضح سبب ارتفاع أسعار البندورة والبطاطا، بتأكيده أن الموسم الحالي للبندورة هو للبندورة المحمية المزورعة ضمن بيوت بلاستيكة وخلال عشرين يوماً أو أكثر قليلاً سيتم ضخ الفوج الثاني من الإنتاج في الأسواق، ما يزيد المعروض وتالياً يخفف السعر، لافتاً إلى أن نتيجة البرد والأمطار الهاطلة في الساحل أثّرت في الانتاج بشكل كبير، وعند استقرار الأحوال الجوية ستعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي، أما بخصوص البطاطا فهي متوافرة، كما أن سماح وزارة الاقتصاد باستيراد كميات من البطاطا المصرية خلال فترة زمنية قريبة سيخفض أسعارها.
نسمة «هوا»!
وعند سؤاله عن المشكلة السنوية التي تلحق بالمحصول نتيجة الأحوال الجوية أوضح العقاد أن الإنتاج في هذه الفترات يكون من خلال البيوت البلاستيكية التي تتأثر بأي «نسمة هوا» حسب تعبيره، ويتم العمل على دعم هذا الفلاح المتضرر حسب الإمكانات المتاحة.
انخفاض المعروض!
ارتفاع أسعار البطاطا والبندورة تحدث عنهما المستشار في اتحاد غرف الزراعة عبد الرحمن قرنقلة، الذي أوضح أن البطاطا لها نقطتان أثرتا في كمية المعروض منه، حيث يتم تأمين بذار البطاطا من مصدرين أحدهما مركز إكثار البذار والثاني عبر الاستيراد الذي يتولاه إما القطاع الخاص وإما اتحاد الغرف الزراعية، وعالمياً هناك نقص في بذار البطاطا هذا العام لأسباب عديدة، ما انعكس على الكميات الموردة للبلد ونقص المساحات المزروعة، وهذا أمر أدى إلى رفع الأسعار نتيجة زيادة الطلب، وذلك لعدم قدرة الفلاح على شراء بذار بأسعار مرتفعة فعكف عن زراعتها، وتزامن ذلك مع ظروف جوية غير مناسبة لعملية نمو النبات، ما أدى إلى انخفاض حجم الإنتاج في جميع المحافظات، وتالياً انخفاض المعروض بشكل كبير.
أما البندورة فهي حالياً من إنتاج بيوت بلاستيكية عالية التكلفة من بذار ومستلزمات إنتاج مرتفعة، وهي تختلف عن الإنتاج في الحقول المفتوحة لناحية المبيدات والرطوبة العالية للبيوت البلاستيكية تساعد على نمو الفطور بشكل كبير، ما يتطلب مراعاة كبيرة، فالمبيدات الفعالة في الأسواق أسعارها مرتفعة، حسب تعبيره، الأمر الذي زاد من تكاليف الإنتاج، من دون نسيان العوامل الطبيعية، الكارثة التي أدت إلى خفض المعروض بشكل كبير، فإنتاج ألف بيت يختلف عن إنتاج 600 بيت.
لجان مختصة
وعن كيفية حل أزمات ارتفاع هاتين المادتين من دون إيجاد طريقة تمنع ارتفاع أسعارهما كل سنة بمثل هذا التوقيت، أكد قرنقلة أن موضوع تسويق البطاطا والخلل الحاصل في أسعارها قديم جداً، وقد زاد خلال الأزمة نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، وتالياً الحل يكمن من خلال اقتراح حل لتنظيم هيكلي لكل قطاع زراعي، عبر تشكيل لجان لكل المحاصيل تضمن فلاحين ومصدرين ومستوردين للبذار من كل محافظة حيث تتواصل بشكل مباشر مع الحكومة والفلاحين والمصدّرين، علماً أن هذا الأمر يعد أشبه بخطة عالمية لتطوير الزراعة، فهذه اللجان التي تضم الفلاحين في رأيهم هي الأحرص على عملهم، وهذه الفكرة لم تنضج حتى اليوم، حسب تعبيره.
ألين هلال
إضافة تعليق جديد