«النصرة» تحاول إفشال مصالحات الشمال
بعدما ألهب تقدم قوات الجيش السوري في ريف حلب الشمال المفتوح على تركيا، وتمكن من كسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، وجدت الفصائل المتمترسة في المناطق الممتدة بين مدينة حلب والشريط الحدودي نفسها بين فكي كماشة، الأمر الذي دفع وجهاء هذه المناطق للبدء بجولات مفاوضات ووساطة لتخليص هذه المناطق من ويلات معارك مدمرة، والسعي لتسليمها للجيش السوري من دون قتال.
وأكد مصدر أهلي، أن وجهاء من قرى حريتان وعندان وبيانون، وحتى من تل رفعت الواقعة خارج نطاق الحصار، تواصلوا مع قيادة العمليات العسكرية، وطرحوا فكرة تسليم هذه القرى للجيش السوري من دون قتال عن طريق دفع المسلحين نحو الريف الشمالي البعيد، المتصل بتركيا، وهو ما أعطته قيادة العمليات فرصة بإيقاف العلميات بشكل مؤقت.
وفي وقت وافقت قيادة العمليات العسكرية على طرح الوجهاء، قوبلت مساعيهم بتدخل من قبل «جبهة النصرة»، التي قامت بإعادة توزيع وانتشار لقواتها، وتسلم دفة القيادة، الأمر الذي يهدد بإفشال هذه الاتفاقات.
وشدد المصدر الأهلي على أن أهالي هذه القرى توافقوا بشكل جماعي على ضرورة تسليم المناطق وإخراج المسلحين منها، إلا أن «جبهة النصرة» أفشلت هذه الخطوة، ما يعني أن المنطقة مقبلة على معارك ضارية، مهدت لها «النصرة» بإصدار بيان مشترك مع «أحرار الشام» جاء «كطمأنة لأهالي هذه المناطق بأن قراهم لن تسقط، وستقاوم تقدم الجيش السوري»، معتبراً ان تقدم الجيش السوري «عرضي وسيزول».
وتسبب تدخل «النصرة» ورفضها لتسليم المناطق باندلاع اشتباكات صغيرة مع بعض الفصائل المحلية تركزت في قرية تل رفعت، انسحب على أثرها عدد من قياديي الفصائل نحو الحدود التركية، وفق تأكيد مصادر أهلية وأخرى معارضة تنشط في المنطقة، الأمر الذي أعاد وتيرة القصف الجوي الروسي إلى الارتفاع بشكل مطرد بالتزامن مع بدء الجيش السوري تسخين الجبهات والقصف التمهيدي لاستكمال المعارك.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد