«السين» يفيض على باريس
ارتفع منسوب مياه نهر السين بباريس، أمس، إلى أكثر من ستة أمتار ليناهز بذلك أعلى مستوى له في 34 عاما، واتخذت إجراءات لحماية المتاحف الكبرى، فيما ارتفعت حصيلة الفيضانات في أوروبا إلى 14 قتيلا.
وفي متاحف باريس الكبرى الواقعة على ضفاف النهر الفائضة، تنشط فرق لنقل قسم من التحف الفنية الى مكان آمن، وخصوصا تلك المخزنة في القبو، فيما بقي متحف اللوفر، الأكثر استقطابا للزوار في العالم، مغلقا أمام الجمهور.
وقالت إدارة المتحف ان "آلاف التحف" المحفوظة في قبو المتحف نقلت ليلا "في ظروف جيدة". وفي الضفة المقابلة سيبقى متحف اورساي مغلقا حتى يوم الثلاثاء للقيام بعملية مماثلة.
وإزاء فداحة الأضرار بباريس قال الرئيس، فرنسوا هولاند، إنه "سيجري إعلان حال الكارثة الطبيعية"، فيما أشارت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، إلى أنه "لم نصل في هذه المرحلة الى حد ينطوي على تهديد للسكان".
وبينما خشيت وزيرة البيئة، سيغولين روايال، من "العثور على ضحايا" مع تراجع منسوب المياه "الذي سيكون بطيئا جدا" في مجمل المناطق التي شهدت فيضانات، بقيت 13 دائرة في المنطقة الباريسية ووسط فرنسا في حالة انذار. ومنذ بدء الامطار الغزيرة نهاية الاسبوع الماضي جرى اجلاء 20 الف شخص الى اماكن آمنة.
وبحسب السلطات، بلغ ارتفاع منسوب نهر السين بعد ظهر أمس ستة أمتار مع ذروة أخرى متوقعة مساء "تناهز 6,30 أمتار، وربما 6,50 أمتار". وأضافت أن هذه الذروة الجديدة "يتوقع أن تبقى مستقرة طوال نهاية الأسبوع، قبل أن يبدأ مستوى المياه في التراجع". وسجلت آخر فيضانات في باريس في 1982 حين ارتفع منسوب المياه الى 6,15 امتار. ويبقى هذا المستوى بعيدا عن الفياضات الكبرى التي وقعت في 1910 حين بلغ منسوب المياه 8,62 امتار.
وفاضت ضفاف النهر ولم يعد ممكنا سلوكها للسائقين والمشاة. وقرب "كنيسة نوتردام" طفت على المياه أجذاع اشجار وقطع من الخشب. وعند محطة مترو "بون نيف" يجهد عمال لتجفيف الرصيف وحمايته باكياس من الرمل.
أما في المانيا، فيبدو أن الوضع تحسن قليلاً، لكن الحصيلة ارتفعت ليل الخميس الجمعة مع العثور على جثة رجل (65 عاما) في مدينة سيمباخ ام ان، في بافاريا، وهي إحدى المناطق الأشد تضررا من الفيضانات. وفي الاجمال لقي عشرة اشخاص مصرعهم في ألمانيا منذ بداية الأسبوع، عُثر أمس في جنوب بلجيكا على جثة شخص جرفته المياه مساء الخميس. وسجلت فيضانات أيضا في رومانيا حيث أعلنت السلطات الجمعة وفاة رجلين غرقا في شرق البلاد.
في غضون ذلك، وقبل أسبوع على انطلاق بطولة أوروبا 2016 لكرة القدم التي ستقام في باريس، تمارس الحكومة الفرنسية ضغوطاً من أجل وضع حد للأزمة الاجتماعية والاضرابات التي تشل الاقتصاد وتثير القلق حول قطاع السياحة، الأساسي. وكان لافتاً تراجع أخبار الإضرابات في وسائل النقل والاحتجاجات على قانون اصلاح قانون العمل، إلى الصفحات الداخلية في الصحف، وحلت محلها أخبار "الفيضانات التاريخية" لنهر السين وروافده.
(الأخبار، أ ف ب)
إضافة تعليق جديد