الجيش يبدأ عملية عسكرية كبيرة في دمشق
استفاقت العاصمة دمشق حوالى السادسة صباحا على دوي انفجارات قوية سمع صداها في جميع الأحياء والمناطق، تبيّن لاحقا أنها قصف مدفعي وصاروخي "قوي" استهدف حسب المصادر العسكرية، معظم مراكز ومعاقل المسلحين في الغوطتين الشرقية والغربية وريف العاصمة الشمالي.
وعلى الفور زعمت وسائل إعلام المعارضة العربية والغربية، استعمال الجيش سلاحا كيميائيا في القصف ، الأمر الذي نفاه مصدر إعلامي رسمي ، مؤكدا أنه "لا صحة اطلاقا حول استخدام سلاح كيميائي في الغوطة الشرقية"، وقال ان "ما تبثه بعض القنوات عار عن الصحة وهو محاولة لحرف لجنة التحقيق الخاصة بالسلاح الكيماوي عن انجاز مهامها"
بدورها، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها "إن قنوات الفتنة والتضليل وسفك الدم السوري قامت كعادتها بالادعاء كذباً أن الجيش العربي السوري استخدم اليوم الأسلحة الكيماوية في مناطق ريف دمشق". واصفة ذلك بأنه "محاولة يائسة للتغطية على هزائمها على الأرض ويعكس حالة الهستيريا والتخبط والانهيار الذي تعانيه هذه المجموعات ومن يقف وراءها".
أكثر من 200 قذيفة مدفعية وراجمات الصواريخ ضربت تجمعات كبيرة للمسلحين في برزة، القابون، جوبر، زملكا، عربين، كفربطنا، المليحة، داريا، المعضمية فيما تحدثت مصادر المعارضة عن حوالي 600 قتيل بينهم مدنيين.
وفي ذات السياق، شهدت سماء العاصمة 10 غارات جوية، ثم تجددت الطلعات الجوية على مراكز المسلحين في الغوطة وريف العاصمة الشمالي.
وبحسب الوقائع ، ما يحدث هو عملية عسكرية كبيرة، بل الأكبر منذ حوالي سنة، في دمشق وريفها، حيث غطت سحب دخان كبيرة أجزاء واسعة من أطرف دمشق.
فمنذ الساعة التاسعة صباحا، بدأ التوغّل البري لقوات الجيش مدعومة بالدبابات والمدرعات على محاور برزة والقابون شمالا، جوبر وزملكا شرقا، داريا والمعضمية جنوبا وغربا. ودارت اشتباكات عنيفة في تلك المناطق، تلاها تقدم نوعي للجيش باتجاه برج المعلمين على مدخل حي جوبر، حيث أفاد مراسلون في دمشق أن عدة طوابق من برج المعلمين انهارت بشكل جزئي نتيجة القصف الذي استهدف قناصة مسلحي المعارضة.
أما بالنسبة للمدينة، فقدت شهدت حركة خفيفة نسبيا بالتزامن مع قطع عدة طرقات بسبب العملية العسكرية، فقد تم قطع طريق حرستا والأوتستراد الدولي بشكل كامل، كم قطع أوتستراد القنيطرة، وأوتستراد جديدة عرطوز قرب السومرية، إضافة لشارع فارس خوري الواصل بين كراجات العباسيين وساحة العباسيين. فيما ظلت باقي شوارع العاصمة تشهد حركة خفيفة مع سماع أصوات سيارات الإسعاف، مع حالات نزوح في المناطق القريبة من الاشتباكات والقصف تحديدا في شارع فارس خوري ومنطقة المعضمية.
أما في الغوطة التي نالت النصيب الأكبر من القصف الصاروخي، فقد تحدث مصدر عسكري عن إصابات مباشرة في مراكز "جبهة النصرة"، كما أعلن "لواء تحرير الشام" مقتل أحد قادته المدعو "أسعد سوسق" خلال قصف الجيش لمراكز المسلحين في الغوطة الشرقية.
كما أكد مصدر عسكري أن قوات الجيش في طريقها لقطع واحد من أهم طرق إمداد المسلحين عن طريق فصل الغوطة الشرقية عن المنطقة الجنوبية والغوطة الغربية، ما سيشكل "نقلة نوعية جدا" في مسار العمليات العسكرية، بحسب المصدر.
بالمقابل، شهدت مدينة دمشق وما حولها وابلا من قذائف ميليشيات المعارضة حيث سقط ما يزيد عن 30 قذيفة خلال ساعتين، استهدفت المناطق التي تسكنها غالبية مسيحية وخصوصا العباسيين، شارع فارس خوري، ساحة التحرير، منطقة السادات، القصاع، باب توما، باب شرقي، وكفرسوسة والتجارة ومبنى البحوث العلمية قرب برزة وأدت لأضرار مادية وإصابات بين المدنيين. فيما سقطت أكثر من 10 قذائف على مدينة جرمانا، إضافة لعدة قذائف في مناطق ريفية مثل الكباس والدخانية وشبعا وبساتين عقربا وضاحية الأسد ما أدى لإصابات وأضرار مادية.
إضافة تعليق جديد