عن تداول الأوراق النقدية التالفة
تتعرض العملة الورقية بسبب كثرة تداولها بين الناس للاهتراء والتلف ولما كان من غير المقبول التعامل مع العملة النقدية التالفة
بطريقة يمنع تداولها فقد سمح المصرف المركزي- كما هو معروف -بتبديل تلك العملة المهترئة بأخرى صالحة للتداول لكونه ينفرد بهذه المسؤولية وذلك ضمن ضوابط وشروط محددة.
ويحدث في بعض الأحيان أن نتورّط بقبول عملة قديمة بطريق الخطأ عبر عمليات التداول اليومية الكثيرة أو عبر استلام عملة ورقية رديئة من أحد الصرافات، وكما يقول بعض الموظفين في طرطوس بأن فرع المصرف التجاري يضخ عبر صرافاته أحيانا عملة نقدية ورقية رديئة، ما يخلق بعض المشكلات عند تداول تلك العملة.
ولعل شكوى أحد المواطنين في هذا الإطار عند عدم استلام المصرف العقاري بطرطوس عملته النقدية عند تسديده لقسطه الشهري بحجة أنها تالفة قد أثار بعض التساؤلات لدى صاحب الشكوى، الذي اعتبر بأن العملة مقبولة وأنه استلمها بشكل رسمي من كوات إحدى الصرافات.
ولدى استعلامنا عن هذا الموضوع أفادت مديرة المصرف العقاري بطرطوس بأن العملة التي قدمها المواطن لم تكن صالحة للتعامل ولو أنها كانت كذلك لقبلها المصرف حتى ولو كانت قديمة أو مهترئة، لأن المصرف يبدل العملات القديمة من المصرف المركزي بشكل دائم ولكن العملة كانت غير مقبولة بحسب التعليمات بهذا الخصوص.
ولأهمية الموضوع وتوعية المواطنين على الأسس المعتمدة من قبل المصرف المركزي لاعتبار العملة الورقية صالحة لاستبدالها بأخرى جديدة قمنا بسؤال يوسف ابراهيم مدير المصرف المركزي بطرطوس عن هذا الموضوع فقال : هناك نوعان لتشويه العملة الأول هو تشويه مقصود كأن تكون العملة مقصوصة بآلة حادة أو مثقبة أو مكتوب عليها بعض الكتابات والشعارات غير اللائقة وفي هذه الحالات تتم مصادرة العملة وعدم التعويض عنها إلى حد مخالفة مرتكبي مثل هذه الأفعال ، والنوع الثاني هو التشويه غير المقصود وفي هذه الحالة يمكن استبدال العملة ضمن شروط وضوابط محددة حيث أن التوقيعين (الممهورين على الورقة النقدية) يجب أن يكونا موجودين على العملة التالفة حكماً، بالإضافة إلى وجود أحد الرقمين على الورقة النقدية والشرط الثالث هو أن تبلغ مساحة الورقة النقدية 3/5 من مساحتها الأصلية، وأشار ابراهيم إلى وجود لجنة فنية متخصصة بهذا الموضوع في المركزي حيث يتم تدقيق كافة الحالات الواردة إلى البنك ومعاينتها وتدقيق العملات وإمكانية تبديلها هذا بالإضافة إلى كشف العملات المزورة.
وأكد مدير المصرف في النهاية ضرورة المحافظة على العملة الوطنية وعدم تشويهها لأنها قد كلفت الدولة أموالاً في طباعتها وتجهيزها لطرحها في الأسواق، ومن جهة ثانية باتت العملة الوطنية أحد أهم عوامل الصمود وادخارها وعدم استبدالها بالعملة الأجنبية واجب وطني يعزز من قدرتها وقوتها.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد