أوباما في خطاب «حال الاتحاد»: الأولوية للطبقة الوسطى والاقتصاد

13-02-2013

أوباما في خطاب «حال الاتحاد»: الأولوية للطبقة الوسطى والاقتصاد

استحوذ وضع الاقتصاد الأميركي المتردي على خطاب «حالة الاتحاد» الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما فجر اليوم أمام كونغرس نصفه معارض له، كما تطرق فيه إلى ملفات دولية ساخنة مثل التجربة النووية الكورية الشمالية وأفغانستان.
ويلقي أوباما خطابه بعد ثلاثة أسابيع على أداء اليمين الدستورية لولاية جديدة من أربع سنوات، من على منبر مجلس النواب أمام أكثر من 500 برلماني ووزير وقاض وغيرهم. ويرى الرئيس الديموقراطي، الذي أعيد انتخابه في تشرين الثاني الماضي، بعد حملة تمحورت حول الدفاع عن الطبقة المتوسطة، أنه يحظى بدعم غالبية الأميركيين على مشروعه الاقتصادي القاضي بزيادة الاستثمارات في البنى التحتية والتدريب والطاقات «الخضراء» وإعادة التوازن الضريبي.
وأعلن أوباما، بحسب مقتطفات من الخطاب ومصادر أميركية اطلعت عليه مسبقاً، سحب 34 ألف جندي أميركي من أصل 66 ألفاً خلال الأشهر الـ12 المقبلة من أفغانستان، مضيفاً أنه إذا جرت الأمور بحسب المخطط فلن يبقى أكثر من 32 ألف جندي هناك، وذلك قبل عشرة أشهر من نهاية العام 2014، الموعد المحدد لانسحاب قوات الاحتلال.
ويدعو أوباما في خطابه إلى خفض الترسانة النووية في العالم، وهو ملف ساخن، إذ انه سيُطرح بعد 24 ساعة على التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الشمالية، أمس، والتي اعتبرها أوباما «استفزازاً».
لكن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة هو الأساس في الخطاب، فيما تزايدت انتقادات الجمهوريين لسياسة أوباما الاقتصادية، إضافة إلى تسجيل الاقتصاد الأميركي انكماشاً بنسبة 0,1 في المئة خلال الربع الأخير من العام 2012، ووصلت نسبة البطالة إلى 7,9 في المئة في كانون الثاني الماضي، أي ثلاث نقاط أكثر مما كانت عليه قبل الانكماش بين العامين 2007 و2009.
في المقابل، وفي إشارة دعم لأوباما قبل خطابه، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، أنّ العجز في الميزانية سجّل خلال كانون الثاني الماضي تراجعاً نادراً، مشيرةً إلى أنه قياسي منذ أن تسلم أوباما السلطة، وذلك بسبب زيادة حجم الضرائب.
وكان البيت الأبيض أكد، أمس الأول، أن أوباما سيركز في خطابه على عرض برنامجه الاقتصادي بشكل واف، والقاضي بزيادة الاستثمارات في البنى التحتية وخلق فرص عمل جديدة والتركيز على الطاقات «الخضراء» وإعادة التوازن الضريبي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، «ستسمعون من الرئيس إطاراً زمنياً لخطته لخلق وظائف ودفع الطبقة الوسطى إلى النمو»، ملمحاً إلى أن أوباما سيدعو إلى الاستثمار في البنية التحتية والصناعة والطاقة النظيفة والتعليم، رغم معارضة الجمهوريين لزيادة الإنفاق الحكومي، والانقسام السياسي الواقع حول سبل ترويض العجز في الميزانية الأميركية.
واعتبر متابعون أن أهمية الخطاب تكمن في أنه أمام الرئيس نحو عام تقريباً قبل أن تحول واشنطن اهتماماتها إلى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس للعام 2014، والتي قد تأتي بمزيد من الجمهوريين ما قد يزيد من مشكلة «البطة العرجاء»، التي يعاني منها رؤساء الولايات المتحدة الذين لن يخوضوا سباق الرئاسة مجدداً.
واعتبرت المتخصصة في شؤون الإدارة الأميركية في جامعة «جورج تاون»، ميشال سيورز، أنه أمام أوباما «في الأساس عام من الإنجازات التشريعية الكبرى، لأن بعد هذا العام الأول تدخل البلاد في انتخابات التجديد النصفي»، فيما قال المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، طوني فراتو، «لا أريد أن أقول إن هذا آخر خطاب مهم يلقيه (أوباما)، لكنّ النافذة المتاحة أمام رئيس يقضي فترته الرئاسية الثانية ضيقة إلى حدٍ ما».
وتطرق أوباما في خطاب «حال الاتحاد» إلى موضوع تشديد الرقابة على حيازة الأسلحة النارية، ومراجعة نظام الهجرة الذي وصف بأنه نقطة اقتصادية ملحة، وهو موضوع يلقى تأييداً أكبر على ما يبدو من قبل بعض الجمهوريين منذ الانتخابات الرئاسية الماضية.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...