الخبراء يحذّرون: الحضارة العالمية مهددة بالانهيار
يعيش خبراء الصحة على كوكب الأرض في حالة ذعر، أمام ما قد يأتي به المستقبل. فقد اكتملت لديهم رؤية واضحة لاحتمال انهيار الحضارة العالمية، وذلك من خلال مجموعة من المشاكل البيئية المترابطة.
«نحن جميعا خائفون». هكذا أكد رئيس مركز علم صون الأحياء في جامعة ستانفورد بول إيرليخ، مضيفاً أنه «علينا أن نقول الحقيقة بشأن ما يحدث وأن نحث الناس على أن يفعلوا شيئا لمنع ذلك».
في هذا الشأن، كتب إيرليخ وشريكته آن إيرليخ على صفحات مجلة العلوم المرموقة «وقائع الجمعية الملكية»، أن انهيار الحضارة الإنسانية العالمية يبدو مرجحاً.
ويشرح إيرليخ «هذا الانهيار سوف يتخذ شكل انهيار تدريجي... لأن المجاعات والأوبئة ونقص الموارد ستؤدي إلى تفكك السلطة المركزية داخل الدول، وذلك تزامناً مع تعطل التجارة واندلاع النزاعات على الضروريات الشحيحة، وبنحو متزايد».
وبالفعل يعاني ملياران من البشر من الجوع اليوم. وأصبح الإنتاج الغذائي، الذي يعد أكبر صناعة للبشرية، يتضرر بالفعل من المشاكل المناخية وغيرها من المشاكل البيئية.
وأكد الخبيران أنه «لا يمكن لأي بشرية كانت تجنب انهيار الحضارة إذا لم تطعم أهاليها».
وشرحا في تقريرهما المشترك المعنون «هل يمكن تجنب انهيار الحضارة العالمية؟»، أن تصاعد الاضطراب المناخي، وتحمض البحار والمحيطات، ونضوب المياه الجوفية، وانقراض النباتات والحيوانات، هي الدوافع الرئيسية وراء الانهيار المقبل.
وأوضح إيرليخ أن «واقعنا هو معدلاتنا الحالية من الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، والضرر الناجم عن ذلك على خدمات إدامة الحياة التي توفرها الطبيعة، يعني أننا بحاجة إلى نصف كوكب آخر للاستمرار على هذا المنوال... أي إذا ما استمر السبعة مليارات نسمة على معايير المعيشة الحالية».
ثم حذر «لو عاش كل مواطن في العالم كمواطني الولايات المتحدة... فسوف تكون هناك حاجة إلى أربعة أو خمسة كواكب».
ومن ضمن مؤشرات الخطر، أشار إيرليخ إلى توقعات زيادة عدد سكان العالم بمجموع 2,5 مليار نسمة إضافية بحلول العام 2050، وإلى أن مثل هذه التوقعات تدفع الخبراء لاستنتاج أن انهيار الحضارة سيكون لا مفر منه ما لم تحدث متغيرات كبرى.
والجدير بالذكرأن المجتمع العلمي الدولي قد أصدر أول دراسة تقييم من نوعها عن «حالة الكوكب» وذلك خلال مؤتمر «كوكب تحت الضغط» الذي انعقد في لندن في آذار الماضي.
وفي تلك المناسبة، خلص أكثر من 3000 خبير إلى أن الإنسانية تواجه حالة «طوارئ كوكبية» ومن ثم لابد من إجراء تغييرات واسعة النطاق ومن دون إهدار الوقت.
وفي العام 2010، حذر ائتلاف للهيئات العلمية الوطنية والجمعيات العلمية الدولية من 141 دولة، من أن «استمرار نظام تشغيل الأرض كما نعرفه أصبح في خطر».
ولفت رئيس منظمة «ETC» البيئية الدولية بات موني إلى أن «الوضع يائس للغاية ومع ذلك لا يشار إليه على الصفحات الأولى لوسائل الإعلام أو على جدول أعمال قادة العالم».
(عن «انتربرس سيرفس»)
إضافة تعليق جديد