إدمان الكحول.. مكافأة للدماغ
أفادت دراسة جديدة بأنه قد يكون بمقدور العلماء قريباً التكهن بما إذا كان الأولاد المراهقون من المحتمل أن يصبحوا مدمنين على الكحول من خلال النظر في ما إذا كانوا يحملون متغيراً معيناً لجينة مرتبطة بسلوك البحث عن الإثارة.
وقال الباحثون إن النتائج ستساعدهم في تطوير أساليب أفضل لتحديد الأطفال الذين هم عرضة لخطر سوء استخدام الخمر، بحيث يستطيعون تشجيعهم على تجنب الإفراط في الشرب في مرحلة تالية من الحياة.
وقد وجدت الدراسة التي شملت مئات المراهقين أن جينة معينة يطلق عليها اسم «آر آي إس جي آر إف 2» تلعب دوراً هاماً في جعل بعض الأفراد يميلون إلى الإفراط في الشرب أو الشرب متكرراً. والجينة نفسها معروف أيضاً أنها معنية بما يعرف بـ«توقع المكافأة» في الدماغ.
ويعتقد العلماء أن البحث سيقود إلى فهم أكبر لكيفية تأثير الخمر على الناس بطرق مختلفة بناء على تركيبتهم الجينية، وهو ما يفسر سبب أن بعض الناس أكثر عرضة لتأثيرات الإفراط في شرب الخمر وإدمانها.
وقال الأستاذ غونتر شومان من معهد الطب النفسي في «كينغز كوليدج» في لندن إن «الناس ينشدون مواقف تلبي شعورهم بالمكافأة وتجعلهم سعداء، ومن ثم فإذا كان الدماغ مهيأً ليجد في الخمر مكافأة، فإن الشخص يسعى إليه. ونحن الآن نفهم سلسلة الإجراءات، أي كيف تشكل الجينات هذه الوظيفة في أدمغتنا وكيف يقود هذا بدوره إلى السلوك الإنساني».
وأشارت باتريشيا كونورد من جامعة «مونتريال» الكندية إلى أن نتائج الدراسة تظهر كيف يمكن للتركيبة الوراثية للشخص أن تكون متصلة بنشاط الدماغ ونوعية السلوك الباحث عن الإثارة الذي يمكن أن يقود إلى إدمان الخمر أو المخدرات.
وأضافت أن «هناك عدداً هائلاً من الجينات التي تساهم في الإدمان، وفي هذه الدراسة وجدنا واحدة يبدو أنها معنية بالاستجابة إلى الشعور بتوقع المكافأة. وسلوك الشرب يتحدد وراثياً بدرجة كبيرة وهذا هو أحد العوامل المتعلقة بشكل ملحوظ بسلوك الشرب المرتبط بالمكافأة. وتوقع المكافأة، وليس تلقيها، هو الأمر المهم هنا».
السفير نقلاً (عن «الاندبندت»)
إضافة تعليق جديد