«القاهرة التي لا تنام» قد تجبر على النوم باكراً
تعتزم الحكومة المصرية إلزام أصحاب المحال التجارية بإغلاق محلاتهم من الساعة العاشرة مساء. هذا الأمر أثار الكثير من الجدل، فالقاهرة، «المدينة التي لا تنام»، كما يحلو للبعض تسميتها، قد تطفئ أنوارها مبكراً بعد عيد الأضحى مباشرة.
وتعتزم السلطات المصرية إصدار تشريع يلزم أصحاب المحلات إغلاق محلاتهم اعتباراً من العاشرة مساء باستثناء المطاعم حيث تمدّد لهم المدة إلى الثانية عشرة مساء. وسوف يستثنى من القرار المحال التي تحمل رخصاً سياحية وكذلك الصيدليات.
وفيما أوضح أحمد زكي عابدين، وزير التنمية المحلية، أن القرار يهدف إلى توفير الطاقة الكهربائية والإسهام في حل مشكلات المرور والأمن، يرى آخرون أن القرار سيساهم في تفاقم تلك المشكلات.
القرار الذي أثار الجدل لا يزال حديث الشارع المصري سواء أصحاب المحال أو روادها.
«القرار خاطئ تماماً وسيتسبب في ضرر الكثير من الناس التي تعمل ليلاً»، يقول طلال أحمد، وهو طالب جامعي يعمل ليلاً في أحد مقاهي القاهرة. ويرى أحمد في هذا القرار محاولة لتقليد الغرب، لكنه في رأيه لا يصلح للتطبيق في مصر.
ويقول أحمد «في أوروبا عندما يحلو لأحد السهر يذهب إلى البارات والنوادي الليلية أما هنا في مجتمعنا الشرقي فالناس تقصد المقاهي»، مشيراً إلى أن «وجود الناس في الشوارع وعلى المقاهي لوقت متأخر من الليل يساهم في الحفاظ على الأمن أما إذا أغلقت المحال فسينتشر البلطجية وسيخاف الناس من الخروج ليلاً».
« أتمنى أن يطبقوا القرار»، يقول صاحب «غاليري روكسي للأنتيكات» إبراهيم الساعاتي. ويسترجع الساعاتي ذكرياته فيقول «كان هذا النظام مطبقاً في السابق حين كنت صغيراً وأعمل في أحد المحلات، وكنا نغلق دائماً في السابعة عدا يومين في الأسبوع كنا نغلق فيهما في الثامنة». ويرى الساعاتي أن هذا النظام سيكون مريحاً له كثيراً ولكثير من التجار الذين دائماً ما يضطرون للسهر حيث يأتيهم الزبائن في ساعات متأخرة من الليل «قد تصل حتى الساعة الثانية صباحاً».
أما أحمد حسني، وهو مسؤول إدارة أحد الأسواق التجارية، فيقول «هذا القرار سيفقد المحل على الأقل ثلث زبائنه». ويشرح حسني «عملنا يزداد دائماً بعد العاشرة مساء». ويرجع حسني ذلك لحاجة الناس لشراء مستلزمات إفطارهم وإفطار أولادهم «والتي يجب أن يجهزوها ليلاً فلا وقت في الصباح لشرائها».
بدوره، يقول محمد شعبان، وهو يجلس في أحد المقاهي، إن «هذا القرار غير منطقي ويجب ألا يطبق». ويرى شعبان عدم منطقية القرار في ظروف عمل المصريين وتفاصيل حياتهم اليومية فيقول: «الموظف يخرج إلى عمله مبكراً جداً في الصباح ويخرج منه قرابة الخامسة مساء ثم يستغرق الطريق في المتوسط ساعة ونصفاً حتى يصل إلى منزله». ويستمر شعبان في سرد وجهة نظره: «سيصل الموظف إلى بيته في السادسة والنصف ليأخذ حماماً ويتــناول طعــامه وينام قليلاً من التعب ثم يستيقظ قرابة الساعة التاسعة أو العاشرة. فمتى يقابل أصدقاءه أو يخرج قبل العاشرة؟».
أما أحمد خيري فيقول إن «القرار يقيد حرية الفرد ولا يحق للحكومة أن تقيد حريتنا خاصة بعد الثورة». ويعتبر خيري أن القرار يمثل شكلاً مقارباً لفرض حظر التجوال على المواطنين.
(«دويتشه فيلله»)
إضافة تعليق جديد