إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية بعد مفاجآت الأيام الأخيرة
أغلقت اللجنة القضائية العُليا لانتخابات رئاسة الجمهورية المصرية، أمس الأحد، باب الترشّح لأول انتخابات رئاسية في مصر بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك بـ21 مرشحاً، عقب مفاجآت حملتها الأيام الأخيرة أبرزها ترشح اللواء عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات في عهد مبارك والرجل القوي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر.
وتتلقى اللجنة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين الاعتراضات والطعون على المرشحين، ليتم البت فيها ثم تنظر في التظلمات على الطعون وانتهاءً بإجراء الانتخابات يومي 23 و24 من أيار القادم قبل أن يتم الإعلان عن الفائز بمنصب رئيس جمهورية مصر قبل نهاية حزيران القادم. وقدم اللواء سليمان أوراقه إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قبل نصف ساعة من غلق باب الترشيح.
وتولى سليمان منصب نائب رئيس الجمهورية قبيل تنحي بمبارك، ورفض ملايين المصريين المعتصمين آنذاك في ميدان التحرير، في العاشر من شباط 2011 اقتراح مبارك نقل صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة إلى سليمان لإنهاء انتفاضتهم، ما اضطر الرئيس السابق إلى النزول على رغبة الجيش والتنحي عن السلطة، ومنذ ذلك الحين لم يظهر اللواء سليمان في الحياة العامة إلا هذا الأسبوع عقب إعلانه الترشح لمنصب الرئيس، مثيراً بإعلانه الخميس الماضي عن نيته الترشح استياء بالغاً بين ناشطي الحركات الشبابية التي أطلقت التظاهرات المناهضة لمبارك العام الماضي.
وتقدم النائب عن حزب الوسط «إسلامي معتدل» عصام سلطان أمس بمشروع قانون أمام مجلس الشعب لمنع كل من تولى منصباً رسمياً خلال السنوات الخمس الأخيرة من حكم مبارك من الترشح للرئاسة.
وأكد سلطان أن ما يحدث في مصر الآن هو «ثورة مضادة مخططة ومدبرة ووصلت إلى مراحل متقدمة لدرجة أن يعلن عمر سليمان عن ترشحه للرئاسة»، واعتبر أن رئيس جهاز الاستخبارات السابق «رمز من رموز الفساد».
وجاء إعلان سليمان ترشحه بعد أيام من تقدم نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر بأوراقه رسمياً إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وهو ما أثار كذلك مخاوف من هيمنة الجماعة على السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد.
ومن أبرز المرشحين للرئاسة الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح والقيادي الناصري حمدين صباحي وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق.
أما أصغر المرشحين سناً فهو رئيس المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المحامي والناشط اليساري خالد علي «40 عاماً» الذي تبنى العديد من القضايا العمالية خلال السنوات الأخيرة.
وفي خطوة من جماعة الإخوان المسلمين للاحتفاظ بمرشح احتياطي تحسباً لأي مفاجأة مستقبلية، قدم أمس رئيس حزب الحرية والعدالة «المنبثق عن الجماعة» محمد مرسي أوراق ترشحه للرئاسة، بعد أن أعلنت الجماعة أنه سيكون مرشحها «الاحتياطي» في حال استبعاد الشاطر إذا ثبت أنه محروم من ممارسة حقوقه السياسية بسبب حكم صدر ضده في العام 2007 وقرر المجلس العسكري الحاكم إعفاءه منه في آذار الماضي.
ويقضي القانون بألا يتم رد اعتبار أي مواطن صدر ضده حكماً جنائياً إلا بعد ست سنوات من انقضاء العقوبة أو من صدور قرار بالعفو عنه، وهذا معناه أن الشاطر لن يتمكن من استعاده حقوقه السياسية قبل ست سنوات.
واستناداً إلى هذا القانون، قررت محكمة القضاء الإداري السبت عدم أحقية رئيس حزب الغد أيمن نور في الترشح إذ إن قرار المجلس العسكري بإعفائه من العقوبة، التي أدين بها في عهد الرئيس السابق، صدر في 28 آذار الماضي.
كما تقدم أمس الدبلوماسي السابق عبد اللـه الأشعل بأوراق ترشحه عن حزب «الأصالة» السلفي، متراجعاً عن قرار كان أعلنه قبل أيام بعدم خوض السباق وبتأييد مرشح الإخوان خيرت الشاطر.
أما المرأة الوحيدة التي أعلنت نيتها الترشح، وهي مذيعة التلفزيون الناشطة بثينة كامل، فلم تتمكن من الحصول على توكيلات موثقة من 30 ألف ناخب يؤيدون ترشيحها.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات أعلنت السبت تلقيها معلومات رسمية تفيد بحصول والدة المرشح السلفي الشعبوي حازم أبو إسماعيل على الجنسية الأميركية في العام 2006، ويقضي قانون الانتخابات بألا يكون المرشح للرئاسة أو زوجته أو أي من أبويه حصل في أي وقت على جنسية أجنبية.
من جهته أعلن القيادي السلفي صفوت حجازي تراجعه عن خوض سباق الرئاسة في اللحظة الأخيرة قبل غلق باب الترشيح، معللاً قراره بوجود أكثر من مرشح إسلامي ما قد يؤدي إلى تفرق الأصوات.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد