عاطلو المغرب على درب البوعزيزي
تصعيد خطير أقدم عليه عدد من الناشطين العاطلين من العمل من حاملي الشهادات العليا في المغرب، والذين يناضلون من أجل إدماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية، بعدما عمد أربعة منهم مساء الأربعاء (أول من أمس) على إحراق ذواتهم على طريقة البوعزيزي، أمام مقرّ أحد ملحقات وزارة التعليم المغربية في العاصمة الرباط.
وبحسب مصادر ، فإن اثنين من الشباب الذين صبوا البنزين على أجسادهم، في وضع حرج، فيما لم تستدع حروق الآخرين نقلهما إلى المستشفى. ولفتت مصادر حقوقية الى أن «القوات العمومية ورجال المطافئ المرابضين باستمرار أمام معتصم العاطلين لم يتدخلوا بسرعة لإسعاف الشبان الأربعة، بل كان رفاقهم من سارع الى نجدتهم».
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان سوابق عديدة في تاريخ حركة احتجاجات العاطلين من العامل والحاصلين على الشهادات العليا. ويُخشى أن يتكرّر الأمر بعدما وصلت تنسيقيات العاطلين والدولة المغربية في حواراتهم إلى طريق مسدود.
بدورها، أوضحت مصادر قريبة من الشباب أن «السبب الذي دفع الشبان الأربعة إلى اللجوء لهذا الخيار هو إقدام قوات الأمن على منع وصول الإمدادات الغذائية لهم إلى المكان الذي يعتصمون فيه منذ بداية السنة الجارية»، فيما أشار أحد المعتصمين الى أنّ «المتظاهرين يمثلون الفئة المقصية من محضر 20 تموز، والذي تعهدت بموجبه السلطات المغربية تسوية أوضاع العاطلين الغاضبين، الذين كانوا قد اقتحموا مقر حزب الاستقلال الحزب الحاكم آنذاك».
وقرّرت هذه المجموعة العودة للاحتجاج مجدداً بعد إقصائها عن لوائح الإدماج في وظائف الدولة، والاعتصام في أحد المقار التابعة لوزارة التعليم في المغرب.
في غضون ذلك، أفادت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الجديدة، عبد الإله بنكيران، بأن هذا الأخير حاول محاورة المعتصمين في وقت سابق والتوسط لإنهاء الأزمة، واعداً بالاستجابة لمطالبهم، غير أن ردّهم لم يكن لبقاً ورفضوا إنهاء اعتصامهم دائماً.
لكن المعتصمين نفوا ذلك، مؤكّدين أنّ الأمر لا يعدو أن يكون مجرّد استعراض للعضلات من قبل رئيس الحكومة الجديد، وأنّ الدولة المغربية لم تُبد أيّ جدّية في التعامل مع ملفهم المطلبي، وأنّ إقصاءهم فيه تنصل من التزامات قطعتها الدولة على نفسها في وقت سابق.
عماد استيتو
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد