المصريات قلقات على حقوقهن من صعود التيارات المحافظة والإسلامية
يحاول المدافعون عن حقوق المرأة الغاضبون من عدم احراز تقدم في قضيتهم حشد جماعات نسائية للدفاع عن حقوق المرأة من تهديدات متصورة مع صعدود التيار الإسلامي وتيارات محافظة أخرى.
وقالت نوال السعداوي المدافعة المخضرمة عن حقوق المرأة في حديث لرويترز "الجيش سرق الثورة. والحكومة والجماعات المنظمة مثل جماعة الأخوان المسلمين والأحزاب السياسية التقليدية يقودها انتهازيون."
واضافت "النساء في حاجة لتوحيد صفوفهن."
ويقول نشطاء إن النساء في مصر يواجهن بعضا من أسوأ أنواع المعاملة في العالم ومنها العنف الأسري والتحرش والتمييز في العمل وفي القانون.
وختان الإناث منتشر في البلاد. ويقول مؤيدوه -خطأ- إن تعاليم الإسلام تنص عليه. كما ان إجبار الفتيات على الزواج مازال سائدا خارج المدن الكبيرة.
ويضع مؤشر فجوة النوع الاجتماعي لعام 2010 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي مصر في المرتبة 125 من بين 134 دولة.
ويقول المدافعون عن حقوق المرأة إنه ليس هناك وقت أفضل من الآن لتوحيد الصفوف لأن السبب الرئيسي الذي كان يشرذم الحركة النسوية وهو هيمنة السيدة الأولى السابقة سوزان مبارك عليها قد زال بالإطاحة بزوجها الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/ شباط الماضي.
لكن مع استهداف جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة من قبل لنسبة كبيرة من مقاعد البرلمان في الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام تقول السعداوي إن النساء يجب أن يتحركن بسرعة لضمان حقوقهن.
وفي الشهر الماضي نشر نشطاء "ميثاق المرأة" الذي وقع عليه نصف مليون مصري يطالبون بدستور جديد يضمن المساواة بين الجنسين وانهاء التحرش الجنسي وتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية.
وحتى الآن هناك وزيرة واحدة في الحكومة الانتقالية وهو اقل من تمثيل المرأة في عهد مبارك.
وقالت السعداوي "يحكمنا نظام ابوي. الجيش جزء منه والحكومة جزء منه... لذلك فإن المرأة مستبعدة."
وتريد السعداوي إحياء "اتحاد نساء مصر" وهو مشروع تقول إن زوجتي الرئيسين السابقين انور السادات ومبارك ألغتاه.
واضافت "كنا نحاول باستمرار تشكيله منذ السبعينات. وقفت جيهان السادات وسوزان مبارك ضد الحركة النسوية لأنهما كانتا تريدان للقوة النسائية ان تكون تحت سيطرة الحكومة وليس المرأة."
وقلقا من ان تكون الإطاحة بمبارك قد اطلقت يد التيار الإسلامي في السعي للحصول على السلطة تشكل النساء الآن شبكات جديدة للدعوة وتحاول ناشطات مثل هدى بدران ومرفت التلاوي والسعداوي توحيد النساء للدفاع عن حقوقهن.
ويشير مسح أجراه المركز المصري لحقوق المرأة عام 2008 إلى أن نحو ثلثي الرجال يعترفون بأنهم يتحرشون بالنساء. واظهر المسح ان اكثر من أربعة اخماس النساء يشكون من التحرش الذي يتراوح من التحديق والتعليق والتعبيرات غير اللائقة إلى هجوم اكثر خطورة.
وشاركت النساء في الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما في ميدان التحرير بوسط القاهرة ليلا ونهارا تعالجن الجرحى عندما فتحت الشرطة النار على المتظاهرين. وشكت كثيرات من تحرش بلطجية النظام السابق بهن.
وخرج الألوف إلى الشوارع مرة اخرى في اليوم العالمي للمرأة في مارس آذار. وقالت منظمة العفو الدولية إن نساء احتجزهن الجيش بعد المظاهرة أجبرن على أن تجرى لهن اختبارات عذرية وضربن وتعرضن لصدمات كهربائية وتفتيش ذاتي.
ونفى الجيش اجراء اختبارات العذرية وسوء المعاملة.
ودافعت السعداوي "79 عاما" عن حقوق المرأة على مدى عشرات السنين. وسجنت بسبب أرائها في سبعينات القرن الماضي وتعرضت لتهديات بالاغتيال من جانب متشددين إسلاميين. ولم يخفف سنها من حدة أرائها.
فقالت "الشريعة كذبة" واضافت "لم يكتبها الله بل كتبها الرجال. تونس منعت تعدد الزوجات رغم انها تتبع الشريعة. هذا من بين اهدافنا الآن منع تعدد الزوجات وطرح ميثاق أسري علماني."
وقالت إن مبارك ضمن تحجيم النساء بتعيين رجال دين يروجون لنظام المجتمع الأبوي واستمرار تعدد الزوجات.
والآن يطالب السلفيون الحكومة بالعدول عن إصلاحات اقرت عام 2000 بصدور قانون الخلع الذي يضمن للزوجة الطلاق اذا ردت لزوجها الصداق وتخلت عن حقوقها الشرعية.
ويهدف اتحاد النساء إلى الدفع إلى ما هو ابعد من قانون عام 2000 بالغاء الشروط التي تبيح الطلاق ليصبح حق المصرية في الطلاق متمشيا مع حقوق النساء في الغرب.
وقالت السعداوي إن السلفيين "يستخدمون الإسلام لتبرير كل اشكال قمع المرأة." واضافت ان قانون الطلاق "ظالم بالفعل إذ أن المرأة يجب ان تتخلى عن جميع حقوقها الاقتصادية لتترك زوجها."
وتابعت "هل سمعنا عن أي حزب سياسي يتحدث عن حقوق المرأة؟"
سارة ميخائيل
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد