مصر: «الإخوان» والسلفيون يتراجعون عن مقاطعة مليونية «الثورة أولاً»
اتسعت مروحة القوى السياسية المصرية المشاركة في مليونية «القصاص والتطهير... الثورة أولاً»، يوم غد، بعدما تراجعت جماعة «الإخوان المسلمين» والتيارات السلفية عن مقاطعتها لهذا التحرك الشعبي، الذي استبقه أهالي مدينة السويس، كعادتهم، بتنظيم تظاهرات غاضبة، بعدما أيدت محكمة الجنايات قرارات إخلاء سبيل عدد من المسؤولين الأمنيين المتورطين في قتل شهداء «ثورة 25 يناير».
وبعد خمسة أشهر من سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لا يبدو المصريون راضين عما حققته الثورة، بل من المتوقع ان تتجدد التظاهرات غداً على خلفية السخط المتزايد على إدارة عملية الانتقال السياسي التي يتولاها الجيش. وبعد ان كان المصريون ينظرون الى الجيش كبطل لوقوفه الى جانبهم ضد مبارك أثناء «ثورة 25 يناير» أصبح المجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم محط غضبهم، ولهذا السبب فقد دعا «ائتلاف شباب الثورة» والعديد من الأحزاب والقوى السياسية عن تنظيم تظاهرة مليونية تحت شعار «القصاص والتطهير» يوم غد.
وقال عضو «ائتلاف شباب الثورة» مصطفى شوقي «نريد تطهيرا حقيقيا ومحاكمات حقيقية وحكومة حقيقية»، مضيفاً «نريد تغييرا حقيقيا، يجب ان نكون واضحين السياسة ليست للجيش». أما صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع «فيسبوك»، والتي تضم نحو مليون ونصف مليون مشترك، فشددت، في تعليق جديد على ما يجري، «هذا البلد يجب ان يتغير»، مؤكدة ضرورة «إحالة من تثبت إدانتهم بالفساد الى القضاء».
بدورها، دعت الجمعية الوطنية للتغيير إلى المشاركة في تظاهرة الغد، مطالبة بالتراجع عن «الأساليب القمعية للنظام السابق». كذلك، دعت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة للمشاركة في التظاهرة، مناشدة ائتلافات وجموع الثورة التوحد ونبذ الخلافات حـــول أي شعـــارات سياسية، وتأكيد مطالب الثورة، وعلى رأسها المحــاكمة العادلة للنظام السابق، وحرمة التفريط في دمـاء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم في سبيل مصر.
وأعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» أنها عدلت عن مقاطعة دعوة إلى تظاهرات يوم غد. وأوضحت الجماعة في بيان: «سبق أن قررت جماعة الإخوان المسلمين عدم المشاركة في هذه الفعالية... ثم حدثت مستجدات في الموضوع فرضت طرحه مرة أخرى للمناقشة»، ومن بينها التخلي عن مطلب «الدستور أولاً»، موضحة أن أسباب مشاركتها هي التباطؤ في محاكمات المتهمين بالفساد وقتل المتظاهرين من رموز النظام السابق وأنصاره، وإطلاق سراح الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين، و»ممارسة الضغوط من بعض رموز النظام الفاسد وضباط أمن الدولة السابقين على أهالي الشهداء للتخلي عن حقوقهم».
كذلك أعلن «حزب النور»، الذراع السياسي للتيار السلفي، مشاركته في التظاهرة. وجاء هذا الموقف، بعد ساعات على إعلان «شباب الدعوة السلفية» مشاركتهم في مليونية «القصاص والتطهير».
في هذا الوقت، حاول مئات المتظاهرين المصريين اقتحام مبنى مديرية امن السويس احتجاجا على رفض المحكمة الطعن في الحكم بالإفراج عن سبعة ضباط متهمين بقتل شهداء الثورة، أطلق سراحهم يوم الاثنين الماضي بكفالة مالية.
وذكر شهود عيان ان المتظاهرين الغاضبين، ومن بينهم عدد من عائلات شهداء الثورة، خرجوا الى شوارع مدينة السويس وقاموا بحرق عدد من سيارات الشرطة ورشق المباني الحكومية بالحجارة محاولين اقتحامها.
وطلبت النيابة العامة إلغاء قرار المحكمة بالإفراج عن المسؤولين الأمنيين المتهمين لكن دائرة أخرى في محكمة جنايات السويس رفضت الطلب.
من جهة ثانية، ذكرت وزارة الداخلية المصرية أن دويا هائلا أحدثته طائرة خرقت حاجز الصوت أثار الهلع بين السكان في بعض أحياء القاهرة، فيما ذكر مصدر عسكري إن خرق جدار الصوت تسببت به طائرة حربية كانت تشارك في تدريبات عسكرية.
وإلى جانب الهلع الذي أحدثه هذا الدوي بين سكان القاهرة، أثارت هذه الواقعة شكوكاً حول خلفياتها، قبل يومين من موعد التظاهرات المليونية، إذ تساءل بعضهم عن المنطق في إجراء تدريبات عسكرية في سماء القاهرة، فيما رأى البعض أن ما حدث محاولة لترويع الأهالي وصرف أنظارهم عن المخاطر التي تهدد «ثورة 25 يناير»، فيما شبهه آخرون بواقعة تحليق مقاتلة الـ»أف -15» فوق المتظاهرين في ميدان التحرير لترويعهم في الأيام الأولى للثورة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد