معرض في لندن للأغراض المفقودة
ينظم في لندن معرض «المجموعة الضائعة» للتحف المنسية في الميترو والحافلات وسيارات الأجرة والتي تخرج إلى العلن للمرة الأولى. لوحات مرسومة بإتقان ومخططات غير مكتملة ورسوم أطفال وأخرى رائعة للطبيعة الصامتة ولوحات حديثة. تحمل بعض هذه «الأغراض التي عثر عليها» تواقيع، لكن أحداً لم يأت للمطالبة بها. وبقيت طوال أشهر مكدسة في مغارة علي بابا الضخمة حيث تخزن «تي أف أل» المسؤولة عن وسائل النقل في لندن حوالى 200 ألف كنز يعثر عليها سنوياً في وسائل النقل التابعة لها.
كتب وحقائب وملابس وهواتف محمولة ومفاتيح، إضافة إلى أطقم أسنان ورمامات وهياكل عظمية وآلات جز العشب.
يضم المستودع أيضاً مئات التحف الفنية التي يخلفها وراءهم أصحابها المتهورون، والتي تنتظر عودتهم غير المتوقعة. ومن بين التحف المنسية لوحة مثيرة للاهتمام تظهر «شفتين من دون جسم تنفخان في بوق» ولوحة عن «شخص باللون الأحمر الفاقع (يقع في حفرة سوداء؟) تحمل توقيع جاي. واي.»، وفقاً لوصف الموظفين.
كذلك، تعرض لوحتان في معرض «كاي كاي أوتليت» في حي راق شمال لندن حتى نهاية الشهر الجاري، إلى جانب 60 تحفة أخرى.
يقول المدير الفني للمعرض ريتشارد ووكر: «قد تكون هذه اللوحات بلا قيمة. لكنها تحمل قيمة ما في نظري لأنها أغراض شخصية تعب أصحابها لإنجازها. وجدت ذلك مؤسفاً وأردت أن أمنحها فرصة لتعرض ولو لمرة واحدة». نفذ ووكر المشروع بعد زيارة قام بها إلى قسم الأغراض المفقودة، وهو أحد أكبر الأقسام في البلاد.
وعمد طوال سنة على جمع هذه التحف بموافقة «تي أف أل» التي اعتبرت المعرض «وسيلة مبتكرة للفت انتباه الناس إلى كل ما يتم العثور عليه في وسائل النقل في لندن»، علماً أن غرضاً واحداً فقط من أصل أربعة يعود صاحبه للمطالبة به.
واكتسب أصحاب التحف المجهولون جمهوراً خاصاً، بغض النظر عن تمتعهم بالموهبة. ويقول ووكر: «يأتي أشخاص كثيرون ويسألون إن كان بإمكانهم شراء لوحات»، مع أن هذه الأخيرة التي باتت ملكاً لـ «تي أف أل» ليست للبيع.
وتضيف المسؤولة عن المعرض دانيال بيندر أن «الطابع المجهول لهذه الأعمال يجعل كل شخص يفسر بطريقته الخاصة» الفكرة التي أراد مبتكرها التعبير عنها ويتوقع هوية صاحبها.
وزال الغموض عن ثلاثة أعمال بفضل الإعلانات الخاصة بالمعرض التي تلفت الأنظار في ممرات المترو في لندن.
فقد تعرف رجل على صورة شقيقه يصلي جاثياً على ركبتيه بسروال جينز وقميص، وعلى رأسه قناع. لوحة غريبة تطغى عليها الألوان الداكنة وجاء رسمها «كرد فعل على الآراء المسبقة». تعرفت شابة أيضاً إلى لوحة لصديقتها التي تتابع تعليمها في إسبانيا. أما العمل الثالث فيعود إلى شخص بات اليوم فنانا.
يقول المسؤولون عن المعرض إن الجميع «شعروا بالصدمة ولكن بالفخر أيضاً» عندما رأوا أعمالهم معروضة. وسيستعيد كل شخص تحفته ما إن ينتهي المعرض.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد