موافقة فلسطينية وفتور إسرائيلي حيـال المبـادرة الفرنسـية للتسـوية
أعلنت السلطة الفلسطينية، أمس، أن الرئيس محمود عباس أبلغ وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه موافقته رسميا على المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام على أساس حدود العام 1967، فيما رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفتور على هذا الاقتراح، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ربما تريد مواصلة مبادرتها في هذا الصدد.
وقال المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نمر حماد، إن «الرئيس عباس ابلغ الوزير جوبيه موافقته رسميا على المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس»، لكنه أوضح أن «هذه الموافقة الفلسطينية تحتاج إلى موافقة إسرائيل أيضا على مبادرة فرنسا للبدء بمفاوضات على أساس حدود عام 1967 للدولة الفلسطينية».
وأضاف «لنبدأ على قاعدة للمفاوضات أساسها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، وهذا ما سيحدد حدود الدولة على هذا الأساس مع تبادل للأراضي متفق عليه بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي».
وكان عباس رحب، في مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس الأول، بالاقتراح الفرنسي، قائلاً إن «هذه المبادرة مقبولة من حيث المبدأ». وأشار إلى أن «المبادرة الفرنسية تتحدث عن رؤية الرئيس (الأميركي باراك) أوباما التي أطلقها في خطابه الذي تحدث فيه عن دولة بحدود العام 1967، ولها حدود مع إسرائيل ومصر والأردن».
في المقابل، قال نتنياهو «سندرس الاقتراح وسنبحثه مع أصدقائنا، ولدينا أفكارنا الخاصة أيضا»، من دون أن يوضح السبل الممكنة لإحياء محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة. وأوضح نتنياهو «سنرى كيف يتلاءم الاقتراح (الفرنسي) مع المبادرات الأخرى. ومن المفهوم انه لا يمكن تنفيذها جميعا، وان من الأفضل التركيز على مبادرة واحدة والمضي بها قدما».
وعادة ما تمانع إسرائيل في قبول دور أوروبي كبير في صنع السلام في الشرق الأوسط مفضلة أن تتولى حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة زمام القيادة.
من جهتها، انتقدت حركة حماس قبول الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمبادرة الفرنسية. وقال عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل إن موافقة عباس على المبادرة «متسرعة وغير صائبة ولا معنى لها»، معتبراً أنها تشكل «عودة مرة أخرى إلى دوامة المفاوضات العبثية، ونوعاً من التراجع من قبل السلطة (الفلسطينية)، وفشلاً في إدارة الصراع مع العدو الإسرائيلي».
من جهة ثانية، أعلنت حركة حماس توقف العمل في معبر رفح لليوم الثاني على التوالي، بعدما أغلقته مصر أمس الأول.
وقال مدير المعبر في الحكومة الفلسطينية المقالة أيوب أبو شعر إن «العمل في معبر رفح معلق اليوم (أمس) من قبل الجانب الفلسطيني، بانتظار ما ستسفر عنه المشاورات بين وزارة الخارجية الفلسطينية والحكومة المصرية»، مشيراً إلى أن حكومة حماس اتخذت هذا الإجراء «لعدم وضوح الآلية التي يعمل بها خلال الأيام الماضية وبطء الاجراءات وإغلاقه أمس (الأول) دون تنسيق مع الجانب الفلسطيني».
وقال مسؤول مصري رفيع المستوى في معبر رفح إن «المعبر مفتوح في الاتجاهين وحركة المرور من مصر إلى قطاع غزة عادية»، مشيراً إلى أنه «لم يصل من غزة إلى مصر أي فلسطيني بسبب إغلاق حماس المعبر من الجانب الفلسطيني بدعوى بحث آلية التشغيل مع الجانب المصري».
من جهته، نفى المدير العام لشرطة المعابر في حكومة حماس سلامة بركة أن يكون قرار إغلاق معبر رفح متعلقا بأي قرار سياسي، موضحاً أن ما يحدث ناتج عن أسباب فنية وإدارية، فيما أشارت مصادر فلسطينية إلى أن سبب إغلاق المعبر هو أعمال الصيانة والترميم التي تجري على الجانب المصري من المعبر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد