المصريــون يحــدّدون اليــوم شــكل المرحلــة الانتقاليــة
يتوجه المصريون، صباح اليوم، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، في ما يعد أول عملية اقتراع تتسم بالديموقراطية منذ عقود، في وقت يشهد الشارع المصري استقطاباً حاداً بين الداعين إلى الموافقة على تلك التعديلات، وبين المعارضين لها، ما يوحي بأن نتائج التصويت، وخلافاً لما كان عليه الوضع أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، لن تكون معروفة مسبقاً.
وتظاهر آلاف المصريين في ميدان التحرير وعدد من المدن المصرية رفضا للتعديلات الدستورية، التي أقرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتؤيدها جماعة الإخوان المسلمين كبرى الجماعات السياسية المعارضة، والحزب الوطني الديموقراطي الذي كان يحكم البلاد في عهد مبارك، فيما يعارضها ائتلاف شباب «ثورة 25 يناير» وباقي أحزاب المعارضة، التي تطالب بدستور جديد انسجاماً مع شعار التغيير الشامل الذي رفعته الثورة.
وتفتح مراكز لجان الاقتراع أبوابها على مستوى الجمهورية ابتداءً من الساعة الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء. وفي حال تواجد الناخبون أمام مقار الاقتراع حتى السابعة مساء سيسمح بتمديد فترة الاقتراع حتى يسمح للجميع بالإدلاء بأصواتهم سواء بـ«نعم» أو «لا».
ويحق لكل مواطن مصري بلغ من العمر 18 عاما حتى يوم أول آذار العام 2011 المشاركة في الاستفتاء، شريطة ألا ينطبق عليه أي موانع لمباشرة الحقوق السياسية.
وتشمل خطوات التصويت تقديم بطاقة الرقم القومي – بدلاً من البطاقة الانتخابية - لرئيس اللجنة الفرعية ليتحقق من الشخصية، وليتأكد من عدم وجود الاسم في جداول الممنوعين من مباشرة حقوقهم السياسية. ويتسلم المقترع بطاقة إبداء الرأي من أمين اللجنة، قبل أن يتوجه خلف الساتر الداكن اللون لإبداء الرأي بوضع علامة واحدة فقط على «نعم» أو «لا».
وأصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة مرسوما ينص على أنه يجوز لمن يوجد في وقت الاستفتاء في غير محل إقامته الثابت بالرقم القومي أن يدلي بصوته في الاستفتاء بأقرب لجنة, كما أصدر المجلس بيانا يوضح المقار التي سيجرى فيها الاقتراع.
كما دعا المجلس العسكري كافة وسائل الإعلام إلى عدم نشر أي مواد أو تحليلات أو اقتراحات تحمل وجهات نظر خاصة تجاه التعديلات الدستورية سلبا أو إيجابا، ابتداء من صباح الجمعة وحتى انتهاء عملية التصويت.
بذلك، بدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة «الانترنت»، وخصوصاً الـ«فيسبوك»، الميدان الرئيسي لمعسكري الـ«نعم» والـ«لا» لعرض وجهات نظرهم في التعديلات المقترحة، حيث حفلت تلك الصفحــات بتعليقات ورسومات وأشرطة مصورة تدعو لهذا الخيار أو ذاك.
في هذا الوقت، تجمع آلاف المصريين في ميدان التحرير، أكبر ميادين القاهرة، مرددين هتافات تقول «لا ترقيع للدستور... خلّ بلدنا يشوف النور» و«الشعب يريد دستورا جديدا». كما رفعوا لافتات كتبت عليها عبارات تقول «تعديل دستور مبارك الفاسد استمرار لنظامه الفاسد».
وخاطب الناشط البارز جورج إسحق المتظاهرين في ميدان التحرير قائلا إن «الإخوان والحزب الوطني والمجلس العسكري متحالفون من أجل تمرير التعديلات الدستورية حتى يستمر الفساد، ولخدمة أجندات أميركية وإسرائيلية»، فيما قال الناشط اليساري أبو العز الحريري إن «الثورة جاءت ولكن نتائجها لم تتحقق»، متهماً المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه «يريد إجهاض الثورة».
وفي مدينة السويس شارك مئات الناشطين في تظاهرة رددوا خلالها هتـافات من بينها «دم الشهداء علينا أمانة والترقــيع عار وخيانة».
أما في مدينة الإسكندرية فانقسم آلاف المصلين في مسجد القائد إبراهيم، الذي انطلقت منه الاحتجاجات على مبارك في المدينة، بين مؤيد ومعارض. وخلال خطبة الجمعة عارض مصلون خطيب الجمعة الشيخ أحمد المحلاوي حين طالــب بالاقتراع بـ«نعم».
كما بدا الانقسام شديدا في مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية في دلتا النيل، التي ظهرت فيها آلاف اللافتات المؤيدة للتعديلات وآلاف اللافتات الرافضة لها.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد