نهاية سلبية لمفاوضات الملف النووي الإيراني
انتهت جولة المفاوضات بيومها الثاني بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن ومعها ألمانيا بشكل سلبي السبت، إذ أعربت منسقة الدبلوماسية الأوروبية، كاثرين أشتون، عن "خيبة أملها" لنتيجة اللقاء، وشددت على أن الدول المشاركة الكبرى "رفضت الشروط المسبقة" التي عرضها الوفد الإيراني المعني بالملف النووي.
وذكرت أشتون أن المجتمعين عجزوا عن تحديد موعد لجولة مفاوضات جديدة، كما أكدت أن على طهران "مواصلة الالتزام بالعمل لتأكيد سلمية برنامجها النووي.
وقالت أشتون: كنا نتمنى التوصل لاتفاق يحدد معالم الطريق المستقبلية، ولكن أملي خاب لأني ذلك اتضح أنه غير ممكن، كنا نأمل التفاوض (حول عروض التبادل النووي وحزم الحوافز) ولكن الجانب الإيراني قال إنه غير مستعد لذلك إن لم نوافق على شروطه المسبقة" المتعلقة بالعقوبات المفروضة على طهران وقرار مجلس الأمن الذي يدعوها لوقف تخصيب اليورانيوم.
وتحدث أحد الدبلوماسيين طالباً عدم كشف اسمه، فقال إن أشتون أدارت المفاوضات بمقدرة كبيرة "ولم تسقط في الشراك الإيرانية، بل أظهرت لرئيس الوفد الإيراني (سعيد جليلي) أن الدول الكبرى موحدة."
وتأتي هذه التطورات السلبية بعد ساعات من إعلان إيران عن تفاؤلها بمسار المفاوضات. مع تشديدها بموازاة ذلك على أنها "لن تنفذ قرارات مجلس الأمن بوقف تخصيب اليورانيوم" بأي شكل من الأشكال.
وقال مساعد المجلس الأعلى للأمن القومي للشؤون الإعلامية، أبوالفضل زهراوندة الأجواء التي تسود بأنها "إيجابية،" مشيراً إلى أن ذلك قد يدفع إلى تمديدها حتى السبت، وأكد أنه "لم يتم الحديث في هذه الجولة من المفاوضات عن عمليه التخصيب كما أن حقوق إيران النووية لم تناقش،" على حد تعبيره.
واعتبر زهراوندة أن هذه المواضيع "قديمة ومن غير المسموح لنا أن نتحدث عنها،" وقال إن الموقف الإيراني "شفاف" و"حقوق إيران واضحة،" وتحدث في الوقت نفسه عمّا وصفه بـ"الأداء الرجعي لبعض الدول التي تنظر إلى هذا الاجتماع كورقه لعب."
من جانبه، قال سفير ومندوب إيران الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، إن إيران "لن تنفذ قرارات مجلس الأمن مهما كانت الظروف وسوف لن توقف مسار تخصيب اليورانيوم حتى لحظه واحدة."
وأكد سلطانية في الوقت عينه أن إيران "ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية،" ولكنه رأى بأن قرارات مجلس الأمن بشان أنشطة بلاده النووية "تفقد الشرعية اللازمة،" وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قللت الجمعة من فرص تحقيق "تقدم حقيقي" في جولة المفاوضات التي تنطلق في أسطنبول الجمعة بين الدول المعنية بملف إيران، وهي الدول الدائمة العضوية ومعها ألمانيا، حول ملف طهران النووي، وذكرت أنها "تريد الوصول إلى عملية بناءة، ولكنها تستبعد حصول خرق مهم."
وقال ويليام بيرنز، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ورئيس وفد واشنطن إلى المفاوضات إن الباب قد يبقى مفتوحاً خلال المفاوضات لإحياء العرض القديم القاضي بتبادل الوقود النووي مع إيران.
وبالتزامن مع تصريحات بيرنز الرسمية، اجتمع عدد من كبار المسؤولين السابقين في دوائر القرار الأمريكية للقول بأن نافذة الوقت أمام طهران قد بدأت تضيق للغاية.
وقال مايكل موكاسي، المدعي العام السابق ووزير العدل في عهد الرئيس السابق، جورج بوش، في مؤتمر نظمته جمعية مناهضة للنظام الإيراني ومقربة من جماعة "مجاهدي خلق" بالعاصمة الأمريكية واشنطن: "كل محاولات التقارب مع إيران منذ ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979 باءت بالفشل."
وتحدث خلال المؤتمر أيضاً طوم ريدج، وزير الأمن الأمريكي السابق، الذي قال بدوره إن العقوبات الاقتصادية على إيران "غير مفيدة."
وأضاف: "طهران لم تستجب للضغوطات السياسية، وهي حتى الآن لم تستجب للضغوطات الاقتصادية، ولذلك يمكن القول إن كل الجهود المشروعة والحسنة النية أثبتت فشلها."
من جانبه، قال الجنرال المتقاعد، أنطوني زيني، الذي حضر المؤتمر بدوره، إن النظام الإيراني يجب أن يواجه من خلال تقوية المعارضة الداخلية، وأضاف إن طهران لا تخشى شيئاً كخشيتها من المعارضين الداخليين.
وأضاف زيني، الذي كان القائد السابق للقوات الأمريكية في منطقة الخليج: "لم نقم كما ينبغي بعمل جيد يضمن التعاون الأمني الإقليمي لفرض الاستقرار وعزل إيران،" واعتبر أن الخيار العسكري في مواجهة طهران يجب أن يبقى على الطاولة، على ألا يتم اللجوء إليه إلا كخيار أخير.
وشهد المؤتمر دعوة من معظم المشاركين إلى رفع حركة "مجاهدي خلق" عن قائمة التنظيمات التي تتهمها واشنطن بالإرهاب، وذهب موكاسي إلى القول بوجوب إبقاء الحركة "شوكة في حلق النظام الإيراني."
المصدر:CNN
إضافة تعليق جديد