أمريكا تشكك بمباحثات تركيا وخبراء يهددون طهران
قللت الولايات المتحدة الأمريكية من فرص تحقيق "تقدم حقيقي" في جولة المفاوضات التي تنطلق في أسطنبول الجمعة بين الدول المعنية بملف إيران، وهي الدول الدائمة العضوية ومعها ألمانيا، حول ملف طهران النووي، وذكرت أنها "تريد الوصول إلى عملية بناءة، ولكنها تستبعد حصول خرق مهم."
وقال ويليام بيرنز، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ورئيس وفد واشنطن إلى المفاوضات إن الباب قد يبقى مفتوحاً خلال المفاوضات لإحياء العرض القديم القاضي بتبادل الوقود النووي مع إيران.
وبالتزامن مع تصريحات بيرنز الرسمية، اجتمع عدد من كبار المسؤولين السابقين في دوائر القرار الأمريكية للقول بأن نافذة الوقت أمام طهران قد بدأت تضيق للغاية.
وقال مايكل موكاسي، المدعي العام السابق ووزير العدل في عهد الرئيس السابق، جورج بوش، في مؤتمر نظمته جمعية مناهضة للنظام الإيراني ومقربة من جماعة "مجاهدي خلق" بالعاصمة الأمريكية واشنطن: "كل محاولات التقارب مع إيران منذ ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979 باءت بالفشل."
وتحدث خلال المؤتمر أيضاً طوم ريدج، وزير الأمن الأمريكي السابق، الذي قال بدوره إن العقوبات الاقتصادية على إيران "غير مفيدة."
وأضاف: "طهران لم تستجب للضغوطات السياسية، وهي حتى الآن لم تستجب للضغوطات الاقتصادية، ولذلك يمكن القول إن كل الجهود المشروعة والحسنة النية أثبتت فشلها."
من جانبه، قال الجنرال المتقاعد، أنطوني زيني، الذي حضر المؤتمر بدوره، إن النظام الإيراني يجب أن يواجه من خلال تقوية المعارضة الداخلية، وأضاف إن طهران لا تخشى شيئاً كخشيتها من المعارضين الداخليين.
وأضاف زيني، الذي كان القائد السابق للقوات الأمريكية في منطقة الخليج: "لم نقم كما ينبغي بعمل جيد يضمن التعاون الأمني الإقليمي لفرض الاستقرار وعزل إيران،" واعتبر أن الخيار العسكري في مواجهة طهران يجب أن يبقى على الطاولة، على ألا يتم اللجوء إليه إلا كخيار أخير.
وشهد المؤتمر دعوة من معظم المشاركين إلى رفع حركة "مجاهدي خلق" عن قائمة التنظيمات التي تتهمها واشنطن بالإرهاب، وذهب موكاسي إلى القول بوجوب إبقاء الحركة "شوكة في حلق النظام الإيراني."
وفي إيران، جرى الإعلان عن وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى أسطنبول على رأس وفد لحضور المحادثات التي ستجري بين إيران والمجموعة الدولية، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن جليلي قوله: "إذا كان الطرف الآخر ينظر برؤية حكيمة وايجابية إلى المحادثات فمن الممكن التوصل لنتائج إيجابية من اجتماع اسطنبول."
واعتبر جليلي أن بعض القوى "تعرّف نفسها على أنها تمثل الرأي العام العالمي، إلا أن الوقت قد حان لإنهاء هذا النوع من التفكير. وقال متسائلا: "لماذا هذا الهاجس من نشاط بضعة آلاف من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل أمام كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ "
أما الموقف الأبرز حيال المفاوضات التي قد تستمر ليومين، فجاء على لسان سفير ومندوب إيران الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، الذي قال إن إيران "لا تخاف أي تهديد،" وأكد أن طهران "لن توقف برنامج تخصيب اليورانيوم مهما كانت الظروف."
وأضاف سلطانية: "لن ننفذ قرارات مجلس الأمن تحت أي ظروف وسوف لن نوقف مسار تخصيب اليورانيوم حتى لحظة واحدة" على حد تعبيره.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد