ذبابة الفاكهة تُطوَّر الشبكات الرقمية

أحياناً، يأتي التطوّر في العلم بطريقة غير متوّقعة تماماً، لكن الأمر هـذه المرّة ربما تجاوز الخيال. إنها ذبابة الفاكهة، وقد أصبـحت مصدراً لوحي مهندسي الشبكات الإلكترونية المتقدّمة في الذكاء! بقول أدق، أوصل التعمّق في دراسة الجهاز العصبي عند ذبابة الفاكهة وطُرُق عمله، الى استنباط وسائل متقدّمة في تصميم الشبكات الرقمية الذكيّة. وفي التفاصيل ان فريقاً علمياً متخصصاً في شبكات الإتصالات اللاسلكية الذكية، تعمّق في تأمل تركيب الجهاز العصبي عند ذبابة الفاكهة.

ولاحظ الفريق الذي تألّف من إختصاصيين من جامعة كارينغي ميلون (الولايات المتحدة)، أن الذبابة تعتمد على شعيرات عصبية دقيقة وبسيطة في استشعار الفضاء الذي تطير فيه والمواد الـتـي تأكـلـها.

وتبيّن أن هذه الشعيرات تستطيع إعطاء هذه المعلومات المتشابكة، بفضل الطريقة التي تترابط بها وتتشابك مع بعضها البعض. وبحسب البروفسور زيف بار - جـوزيـف، يستنـد هـذا الـتـنـظيم على توزّع الشعيرات إلى مجموعات كثيرة، مع وجـود شـعـيرة «قـائـدة» في كل مجموعة. وترتبط هذه «القائدة» مع كل شعيرة على حدّة بصورة فردية، ما يؤمن تبادل المعلومات بينها بطريقة مباشرة وجماعية. ويتكرّر التنظيم نفسه، ليصنع شـبكة لـتبادل المعلومات المُكثّفة بين الشعيرات «القائدة» أيضاً.

وبديهي أن ذلك التنظيم يذكر بشبكات الكومبيوتر التي تنشأ بتقنية «الربط بالتوازي»، بمعنى أن توزيع المسائل الضخمة على مجموعة من المسائل الصغيرة، ثم إعطاء كومبيوتر مسألة ليعمل عليها على حدّة، وإعادة تجميع الحلول في كومبيوتر مركزي، يخرج منه الحلّ النهائي. وعلى رغم بساطة تركيب شبكة الشعيرات في ذبابة الفاكهة، فإنها تتعامل مع كمية كبيرة من المعلومات، والأهم من ذلك أنها لا تمتلك «مركزاً» لتحليل المعلومات، بل أن كل معلومة تدخل الى شعيرة، بإمكانها ان تصل الى المجموعة كلها!

وعلّق بار - جوزيف على تنظيم شبكة المعلومات في ذبابة الفاكهة، بأنه بسيط وفائق الذكاء، ملاحظاً ان تطبيقه على شبكات الكومبيوتر الذكية يشكل قفزات في التطوّر، ما يوفّر على العلماء جهوداً ربما احتاجت 25 سنة.

للمزيد من المعلومات، يمكن مراجعة موقع جامعة كارينغي ميلون «سي أم يو. إديو» cmu.edu.

المصدر: الحياة