278 حالة إسهال في دريكيش بسبب تلوث المياه
إنه التلوث.. وما تخوفنا من حدوثه بدأت تباشيره السيئة بالورود.. عشرات الإصابات تراجع مشفى الدريكيش يومياً.. ومنذ يوم الخميس الفائت حتى يوم أمس.. والعوارض متشابهة إسهال شديد مترافق مع انتانات معوية والاقياءات والعدوى ممكنة فالمشكلة في الطعام والشراب والدورة الغائطية.
معلومات مديرية الصحة تؤكد أن الإصابات بدأت بشكل وبائي فعدد الحالات التي راجعت المشفى يوم الخميس بلغ 76 حالة.. الأمر الذي لفت نظر مدير المشفى د. محمود إسبر فأخبر مدير الصحة الدكتور خير الدين السيد بالمعلومات المتوافرة.. وبدوره مدير الصحة كلف طبيب المنطقة إجراء (تحر) سريع عن الكلور الحر في الشبكة..
طبيب المنطقة الصحي بالدريكيش د. صالح عبد اللـه أجرى التحاليل والاختبارات فتبين له أن شبكة مياه الشرب في مناطق الإصابات خالية من الكلور الحر المتبقي.. وأرسلت العينات مع التحاليل إلى مديرية الصحة.. والمديرية أبلغت الجهات المعنية كافة بذلك بما فيها المحافظ ومؤسسة المياه بتاريخ 17/12/2010 أي في اليوم التالي.. وأجريت التحاليل في اليوم التالي على ينابيع منطقة الدريكيش حيث تبين تلوث (نبع عين الفوقا- ونبع السوق) بالعصيات الكولونية.
وتفيد معلومات مشفى الدريكيش أن سجل الإصابات بلغ يوم الخميس 76 حالة ويوم الجمعة 61 إصابة والسبت 48 إصابة والأحد 31 والإثنين 40 وأمس الأول الثلاثاء 22 إصابة أي إن الأمور مستمرة.. وتشير المعلومات التي حصلنا عليها أن الإجراءات التي اتخذت وسرعة الإبلاغ عن الحالة من العاملين في مديرية الصحة ساهم بانحسار الوباء وتراجع الإصابات، إضافة لتعاون المواطنين والجهات الأخرى.
حيث تمت متابعة أحوال المرضى في المشفى وإجراء التقصي الوبائي للمرض مترافقاً مع التوعية الصحية بشأن غلي مياه الشرب وعدم شرب مياه الينابيع قبل تحليلها.. وأيضاً المتابعة اليومية وأخذ التحاليل من مياه الشبكة والينابيع.. كما أن مؤسسة المياه وبعد إبلاغها من طبيب المنطقة وضعت الكلور في الشبكة ورفعت نسبته..
لن ندخل في فرضيّة أضرار الكلور لكنه قدر مياهنا الملوثة أصلاً.. فرغم سرعة الإجراءات وصل عدد الإصابات إلى 278 إصابة.. وهنا يصبح السؤال لزاماً.. كم بقيت شبكة المياه في الدريكيش خالية من الكلور الحر؟ كما أثبتت التحاليل ومن المسؤول عن هذه «الكارثة»؟ وهل يجوز هنا التساهل؟ أليست صحة الناس وأرواحهم غالية؟!!
رفقاً بنا أيها العاملون في مؤسسة المياه.. نتمنى أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار كي نتشدد وكي نتابع كي لا يتسبب إهمال موظف هنا أو غيابه.. أو تناسيه عن وضع الكلور بكارثة.. والسؤال الأكبر ألا تقوم المؤسسة بفحص المياه قبل ضخها في الشبكة؟!
قديماً قيل عن الدريكيش إنها مدينة «المياه» لكن التلــّوث ضيع عليها هذا اللقب المميّز.. والمطلوب الآن إعلانها منطقة «منكوبة» وصولاً لحلول لمشكلة تتفاقم وتتفاقم.
محمد حسين
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد