إفعلـوا مـا شئتـم لكـن أبدعـوا
قالت له «أبدع». لاذ بالصمت. قالت له «حاول، لن أحكم على عملك بالخاطئ». أجاب «لا أستطيع أن أفكر بشيء». كل ما طلبته معلمة الفنون كاندي ديا من تلاميذها في الصف الرابع كان أن يبتكروا لعبة، يتسلون بها مع أصدقائهم.
انقضّ أصدقاؤه على طاولاتهم، مطلقين العنان لأفكارهم، يرسمون ويلونون شخصيات من عالم الخيال. والصبي على حاله، لم يحرك ساكناً، سوى لسانه على الوتيرة نفسها، «لا أستطيع أن أفكر بشيء». ثم حاول أن يقلد أفكار أصدقائه، وفي النهاية قرر أن يقوم بأمر مختلف، بعدما حصل على موافقة المعلمة.
وقال أستاذ علم النفس التعليمي في جامعة ويليام وماري في ويليامسبورغ، هي كيم، إنه بعد الإطلاع على نتائج 300 ألف أميركي بين 1966 و2008 لـ»اختبار تورنس للتفكير المبدع»، تبين أن معدلات الإبداع انخفضت لدى الأطفال.
ويرى الباحثون أن تسمر الأولاد لأوقات أطول أمام شاشات التلفزة والكمبيوتر، واعتماد المدارس مناهج نمطية، تقلل من تغذية الإبداع لدى الطفل. ويقول أستاذ دراسات الإبداع في جامعة جورجيا مارك رونكو إن الأولاد يملكون طاقة الإبداع نفسها التي كان الأطفال يملكونها سابقاً، لكنه يحمل المدارس مسؤولية تراجعه، «نحن لا نقوم بعمل كاف، خاصة قبل وصول التلاميذ إلى الجامعة، لدعم الإبداع لديهم».
ويقوم عدد كبير من الأهل بتقوية المهارات الإبداعية لدى أولادهم من خلال تشجيعهم على ابتكار أفكار جديدة، أو من خلال تشجيعهم على محاولة إيجاد حلول للمشاكل في العالم. لكن يقول الباحثون إن الأهل، عندما يتغاضون عن إجابات أولادهم الـ»خاطئة»، أو عندما يتركونهم في عالم الخيال، فإنهم بوقف التركيز على بناء مهارات أبنائهم يحدّون من إنجازاتهم.
ويقول رئيس مركز التعليم الإبداعي في فلوريدا دون ترافينجر، إن تغذية المهارات الإبداعية في المنزل تتم من خلال طلب الأهل من أولادهم إيجاد حلول للمشاكل اليومية، والسماع لأفكارهم باهتمام. ويحذر الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا جايمز كاوفمان، من أن يؤدي تشديد الأهل على أهمية النتيجة، إلى تحويل هدف الأولاد من الاستمتاع بأعمالهم، إلى التركيز على انتظار الإشادة.
وتقول مورين دورتي إنها حين طلبت من بناتها الثلاث إعداد أغانيهن ورقصاتهن الخاصة، وتأديتها أمام أصدقائهن، خلـــقت لديهن حســاً من الشجاعة، والعــفوية، والحــرية.
المصدر: السفير نقلاً عن «وول ستريت جورنال»
إضافة تعليق جديد