العبث ببيئـة القـرش: شـرم الشيـخ نموذجـاً

أسماك القرش جائعة. ليس في هذه الخلاصة التي توصّل إليها العلماء تبريراً لإقدام أسماك القرش على مهاجمة السياح في منتجع شرم الشيخ، وإنما إدانة «لسلوكيات البشر الخاطئة».
وعزا الخبراء الدوليون، الذين استشارتهم السلطات المصرية لمعرفة أسباب مهاجمة القرش للسياح في شرم الشيخ، والتي أدّت إلى مقتل سائحة ألمانية وإصابة سياح روس وأوكرانيين، هذه الظاهرة إلى «الصيد الجائر الذي يجري في المنطقة» ما يجوّع الأسماك المفترسة، حسبما أظهرت النتائج الأولية لتحقيقات العلماء.
أما السبب الثاني، فيكمن في «التصرفات غير المسؤولة للسياح»، حيث يقدم هؤلاء على «إطعام الكائنات البحرية في رحلات الغوص، وهو أمر محظور، لأنه يشجع أسماك القرش على الاقتراب من البشر واعتبارهم مصدراً للغذاء».
كما أن «إلقاء جيف الحيوانات بشكل غير مشروع من قبل سفن الشحن في المياه القريبة قد تسبب في تغيير سلوك القرش ما جعلها عنيفة». كما أن «درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير عادي ربما ساهمت في تشجيع أسماك القرش على الانتقال إلى المياه الضحلة وتهيئة الظروف المثالية لمواجهة مأسوية بين القرش والسياح».
وقال عامل الإنقاذ في البحر الأحمر حسام الحملاوي إن النتائج التي توصّل إليها الخبراء «تذكّرنا بأن المحيطات والبحار هي البيئة الطبيعية للقرش وأننا، البشر، مجرد زوار، وعندما نعبث بأنماط سلوك القرش، نعبث ببيئتهم، فإن العواقب ستكون خطيرة».
واتهم الخبراء أيضاً نوعين من القرش بالوقوف وراء الهجمات على السياح، هما «ماكو»، و»المحيطي ذو الطرف الأبيض».

(عن «الغارديان»)