تعلّمـو اللغـات فكـل لسـان إنسـان
يقال إن كل لغة، تساوي إنساناً. فنرى الناس يتهافتون لتعلم اللغات الأجنبية أكثر فأكثر، لأنها توسّع آفاقهم العقلية والثقافية، وتفتح عيونهم على مختلف الحضارات. ورأى الأطباء النفسيون أن تقليد الشخص الذي نتكلم معه، يساعد على فهم اللكنة الأجنبية، وفهم الآخرين له على حد سواء. وفي دراسة أجرتها جامعة مانشستر بالتعاون مع جامعة رادباود الهولندية، تبين أنه طبيعي جداً أن يقوم الإنسان بتقليد الآخر لاشعورياً بحركاته أو لكنته، والشخص ذو اللكنة العادية يميل إلى التكلّم بلكنة الشخص الآخر الغريبة أو الأقوى.
وأقيم اختبار على طلبة هولنديين، طلب منهم أن يتحاوروا مع غرباء يتكلمون بلكنات مختلفة، ويتكلّم بعض الطلبة بلكنة محلية بحتة، وبعضهم الآخر بطريقة غير مألوفة، ثم طلب من الغرباء إما أن يردوا بطريقة طبيعية أو أن يقلدوا اللكنة التي يسمعونها وأن يدوّنوا ما قيل لهم، وتبين أن الذين قلدوا لكنة الآخرين فهموا ما قيل لهم أكثر من غيرهم. لكن تقليد بعض اللكنات قد تبدو للطرف الآخر كاستهزاء، وفي هذه الحالة نستطيع ببساطة التودد صوتياً! لكن كيف يمكننا أن نتعلم اللكنات الأخرى؟ الخطوة الأولى هي إيجاد شخص يتكلم هذه اللغة كاللغة الأم. إذا أردنا مثلاً تعلم الفرنسية، يجب أن نقضي أكبر وقت ممكن مع فرنسي، ثم نأخذ نصاً يحتوي على كل الأحرف القمرية والشمسية، ونطلب منه مثلاً أن يقرأه بينما نسجل على شريط، وعند سماعنا للنص لاحقاً، نكتب كيف سنقرأ لاحقاً. لكن العقبة هنا تكمن في أن صديقنا الذي سيقرأ نصاً غريباً بصوت عال، خاصة أمام أجنبي، سيقرأ على الوتيرة ذاتها. ويمكن بكل بساطة أن نسأل الشخص الأجنبي عن أمور تعنيه. وعندما يهم بالكلام، نقوم بمراقبة حركة الشفاه والخدين والفك واللسان والأسنان، لتعلم اللفظ الصحيح، وعندما نسمع أجوبته لاحقاً، نتعلم طريقة اللفظ، والكلام.
المصدر: السفير نقلاً عن «دايلي تلغراف»
إضافة تعليق جديد