تورك يدعو لتشكيل قوات دفاع خاصة بالأكراد
على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلنه حزب العمال الكردستاني حتى الانتخابات النيابية التركية في حزيران المقبل، فإن التحرك الكردي السياسي يواصل العزف على وتر المطالبة بإقامة حكم ذاتي في مناطق الجنوب الشرقي ذات الغالبية الكردية.
ولا تقتصر هذه الدعوة على طرف كردي من دون آخر. حزب السلام والديموقراطية الذي تأسس على أنقاض حزب المجتمع الديموقراطي الذي حظره القضاء لا يترك مناسبة إلا ويغتنمها للتأكيد على هذا المطلب.
لكن الجديد أن النائب الكردي السابق احمد تورك، الذي كان رئيسا لحزب المجتمع الديموقراطي، وأسقط عنه القضاء العضوية النيابية والمعروف باعتداله، لم يكتف بالمطالبة بحكم ذاتي بل أيضا بتشكيل قوات للدفاع عن المنطقة الكردية.
وكان تورك أسس مع النائبة الكردية السابقة أيضا ايسيل توغلوك ما سمي بـ«مؤتمر المجتمع الديموقراطي» وترأساه معا. ويعقد «المؤتمر» اجتماعا له اليوم وغدا.
وأيد تورك وتوغلوك ما دعا إليه زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لتشكيل «اتحاد الدفاع الذاتي» في إطار «الحكم الذاتي الديموقراطي» الذي يدعو إليه معظم الأكراد في جنوبي شرقي البلاد، بل يدعو تورك إلى تشكيل الشعب الكردي لقواته الأمنية والتنظّم سياسيا واجتماعيا للدفاع عن نفسه. ودعا تورك إلى إقامة مجالس شعبية في كل المدن والقرى حيث لا توجد فيها بعد مثل هذه المجالس.
وفي بيان صادر عن «مؤتمر المجتمع الديموقراطي» دعوة إلى مواجهة استمرار سياسة الإنكار والإبادة الثقافية والمادية التي تمارسها الدولة على الأكراد من خلال التنظم وتشكيل منظمات أمنية تدافع عن الشعب في كل حي ومنطقة. وتقوم هذه المجالس الشعبية بإدارة أمور الناس ومواجهة ظواهر انتشار الدعارة والمخدرات التي تسعى الدولة لتعميمها في المناطق الكردية.
ويقول احمد تورك انه لا يريد الحرية للأكراد فقط بل لكل الأقليات الموجودة في تركيا من أرمن وعرب وسريان وأتراك. وقال إن «الدولة لم تقدم أي مشروع لحل المشكلة الكردية، وعندنا إن وقف إراقة الدماء وإحلال السلام أهم من الانتخابات النيابية».
في هذا الوقت، دعا أوجلان الأكراد في مناطق الغرب التركي للعودة إلى المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد والعمل لإقامة حكم ذاتي. كما أشاد، للمرة الأولى، بحركة الزعيم الديني المقيم في أميركا فتح الله غولين، قائلا «إنها مؤسسة مجتمع مدني في تركيا والشرق الأوسط، ويمكن أن تؤدي دورا خارج أي مصالح سياسية في حركة التنوير وتعزيز الديموقراطية».
ورأى الكاتب طه أقيول، في صحيفة «ميللييت»، أن تغيير موقف أوجلان من غولين ربما نابع من الحضور الكبير لرجال أعمال أكراد وسط حركة غولين، ويريد استمالتهم واستمالة الحركة إلى جانب المشروع الكردي، خصوصا أن الحركة تدعو إلى التسامح والانفتاح.
ويتوقف اقيول عند دعوة أوجلان الأكراد لعدم الهجرة من الجنوب الشرقي، بالقول إن ذلك ممكن فقط من خلال التنمية الاقتصادية والاستثمارات التي تشجع الناس على البقاء في مناطقهم، لكن أوجلان يردد دائما انه لا مكان في مشروع الحكم الذاتي الكردي للرأسمالية فكيف يمكن لرجال الأعمال والمتمولين الاسـتثمار في الجنوب الشرقي؟ وقال إن نقطة ضعـف مشروع أوجلان هي انه لا يرى الحقائق الاقتصادية، وكذلك لا يرى الحقائق الاجتماعية والتداخل الكبير بين الأتراك والأكراد في كل مكان من تركيا.
محمد نورالدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد