سوريا ياحبيبتي
"يُسمح له بالتسول داخل أراضي الجمهورية": هذا ملخص مشروع ترخيص للشحادين أقترحه على وزارة الشؤون والعمل وسيدتها صاحبة التصريح الشهير: "لا يوجد لدينا فقراء.. وإنما هناك الأقل دخلاً".. وبما أن.. أعداد المتسولين هي الأكثر نمواً ضمن معدلات خططنا الخمسية الناجحة، فإن إقدام الحكومة، بمساعدة وزارة الضرائب، على مشاركة المتسولين في أموالهم، بعد تنظيم أعمالهم، ستكون خطوة ذكية ومُدرّة.. للخزينة.. وإذا اعتمدنا على الإحصاء العشوائي المُجتزأ الذي تعتمده وكالة شؤون الأسرة في دراساتها التي تورث الحسرة، فسنكتشف أن لدينا متسولاً واحداً بين كل ثلاثة مواطنين، والثاني في طريقه لأن يصبح متسولاً، هذا إذا اتفقنا على أن للتسول درجات، أحطها تسول المال والجنس وأعلاها تسول المناصب والشهرة.
على أية حال أنا أتوقع، مقابل هذه الفكرة المفيدة لسيدتنا الحكومة، شطبي من قائمة الأعداء من دون وضعي ضمن قائمة الأصدقاء الذين يفوزون بإعلاناتها التي يتسولونها من الوزراء مقابل المديح والدعاء الذي يكيلونه لهم في صحفهم الإلكترونية والورقية والخشبية صباحا ومساء.. لعلمي بأني لن أفوز برضاهم طالما أني أعرّي وجههم وقفاهم..
وبإعادة النظر في موضوع التسول وانتشاره، نرى أن الأخوة المواطنين هم الملومين في ازدهاره، خصوصاً أنصاف المتدينين الذين ما زالوا يفهمون تفسير الآية «وأما السائل فلا تنهر» بالغلط، لأن المقصود بالسائل هو الذي يسأل بغرض الحصول على المعرفة وليس المتسول الذي يسفح كبرياءه ويحط من إنسانيته بسبب كسله الذي يدفعه لتجميع المال بأسهل السبل ومن أغبى الناس.. حبايبنا..
نبيل صالح
اقتراح: من الصديق غَيّاث لإتخاذ كيلوت الـ String شعاراً للديمقراطية لعدة مقومات منها أنه: - يوازن بين كتلة اليمين وكتلة اليسار – يبرز جمالية الكتلتين – يتمسك بالوسط – يُظهر الحقائق المخفية ويحقق الشفافية ويوحد أنظار الجمهور...
إضافة تعليق جديد