استنفار فرنسي عقب تهديد القاعدة
أعلنت فرنسا حالة الاستنفار الكامل في أجهزة الدولة عقب توجيه أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود رسالة صوتية اشترط فيها على باريس انسحابها من أفغانستان مقابل سلامة رعاياها المختطفين لدى التنظيم.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليو ماري إن فرنسا "لن تقبل أن تملى عليها سياستها من الخارج".
وأضافت أن "فرنسا تقوم بكل ما بوسعها من أجل أن يفرج عن الرهائن حيثما كانوا، سالمين".
وكان أبو مصعب عبد الودود قد وجه رسالة صوتية إلى الحكومة والشعب الفرنسيين اشترط فيها انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان للحفاظ على سلامة الرهائن الفرنسيين المحتجزين لدى التنظيم منذ شهرين.
وقال عبد الودود في تسجيل صوتي منسوب إليه وحصلت الجزيرة على نسخة منه، إن أي تفاوض مستقبلي في شأن هؤلاء يجب أن يكون مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وكانت فرنسا قد أكدت سابقا أن رعاياها الخمسة والتوغوي والمدغشقري الذين خطفوا في النيجر أحياء ومحتجزون في منطقة تيميترين الجبلية شمال غربي مالي. كما قالت إنها ستدرس مفاوضة الخاطفين، بعد رفضها قطعيا ذلك في البداية.
ويعمل أغلب المختطفين الذين احتجزوا أواخر سبتمبر/أيلول الماضي لشركة أريفا الفرنسية التي تمثل عصب الصناعة النووية الفرنسية، وشركة ساتوم التي تعمل لها من الباطن.
وقال الخبير الجماعات الإسلامية منتصر الزيات معلقا على هذا التسجيل إن القاعدة تتحرك بذكاء شديد جدا في منطقة الصحراء الكبرى، واعتبر أنه كلما همت فرنسا بعقد اتصالات مع حكومات بلدان مطلة على الصحراء الكبرى بشأن المختطفين غيرت القاعدة تكتيكاتها.
ورأى الزيات أن ما عدها تحركات ذكية للقاعدة ما كان لها أن تنجح لولا توفر غطاء شعبي في تلك المناطق على أساس أن القاعدة تروج هناك لأنها تقاوم مشروع استعمار تتزعمه أميركا وربيبتها فرنسا.
وقال الخبير إن الإدارة الفرنسية مرتبكة بشأن أزمة الرهائن، وإن تصريح القاعدة الأخير يؤكد أن التنظيم هو المدخل الوحيد للتفاوض بشأنهم وليس حكومات أي دولة في المنطقة.
وجاء تصريح عبد الودود بعد يوم واحد من إعلان وزير الدفاع الفرنسي الجديد آلان جوبي أن لدى بلاده معلومات تؤكد سلامة المختطفين.
المصدر: الجزيرة + الفرنسية
إضافة تعليق جديد