هكذا تشتت عينـاً تتربص بك إلكترونياً
أن تحاول إبقاء كمبيوترك خاليا من البرامج التي تتعقبك باستمرار أشبه بـ«محاولة إبقاء غرفة مراهق مرتبة». الأمر ليس سهلاً... أبداً. فشركات الإعلانات تبذل جهوداً «عدوانية» لاقتفاء أثرك، كمستهلك.
لكن لدى المدير التنفيذي في مركز «من أجل الديموقراطية الرقمية» جيف تشستر، «وسائل عديدة قد تساعدك على إعاقة ذلك التعقب»، لكن استعمالها يتطلب جهودا كبيرة وإلماما بالتكنولوجيا.
وتقوم لجنة التجارة الفدرالية بدراسة مدى فاعلية وسهولة استخدام تلك الأدوات، ومعرفة ما إذا كانت وسيلة بسيطة كالتسجيل في خدمة «لا تتعقب» أمرا واردا. وبانتظار صدور تلك النتائج، قريباً، هناك وسائل قد تساعدك على إبعاد متعقبيك إلكترونياً.
وتسمح معظم الصفحات التي نتصفحها إلكترونياً لشركات الإعلانات، بوضع ما يُعرف بـ«الكوكيز»، التي تتعقب تحركاتك. ويمكن إزالة الكوكيز العادية عبر استخدام ميزات أي متصفح أساسي، لكن يجب القيام بذلك يدويا، أي كل كوكيز على حدة، تجنباً لفقدان المعلومات التي كنت قد حفظتها بنفسك.
وبسبب هذه الثغرة في عمل «الكوكيز»، لجأ المعلنون إلى برامج أقوى، تلقب باسم «الكوكيز الخارقة»، بينها «الفلاش كوكي»، و«دوم» الذي يملك قدرة أكبر على استيعاب المعلومات، بالإضافة إلى «الباغز» و«البيكونز»، اللتين تسمحان للمواقع بتسجيل الإحصائيات المتعلقة بالإعلانات التي جذبت المستخدم لتلك الصفحة. وكلها برامج يصعب إلغاؤها، وإن كان الأمر غير مستحيل.
وعملية إلغاء الفلاش تتم عبر دخول صفحة الخصائص (settings) في موقع «أدوب فلاش بلاير»، والنقر على خصائص التخزين في الصفحة أو إلغاء ملف واحد أو كل الملفات. كما أن منع أي كوكي محتمل في المستقبل يتم عبر الولوج إلى خصائص التخزين الشاملة «غلوبال ستوراج سيتينغز»، أو عبر استخدام برامج متخصصة.
يقترح الدعاة إلى الخصوصية استخدام إضافات برمجية كـ«التاكو» التي تساعد المستخدمين على التخلص من الكوكيز العادية والخارقة، ومعرفة من يحاول اقتفاء أثرهم. وهناك إضافات برمجية مجانية كثيرة، بينها «خصوصية أفضل» أو «بيتير برايفسي» و«غوستيري» لفايرفوكس، و«كروم» للإكسبلورر وال»سي كلينر» لأنواع المتصفحات الأساسية.
ومن الوسائل التي نستطيع أن نتبعها لمنع شبكات الإعلانات من جمع المعلومات عنا، هي استخدام خصوصية جديدة في إنترنت إكسبلورر 8 المسماة بـ«إن برايفت فيلترينغ»، والتي تعنى بمنع المعلومات من الوصول إلى طرف ثالث، وعلينا تشغيل الخدمة، في قائمة السلامة في كل مرة نستخدم المتصفحات، حيث يتم إعاقة الكوكيز من القيام بعملية الحفظ.
كما ينصح تشستر مستخدمي الانترنت بـ«تحديد مدى المعلومات التي نمنحها عن أنفسنا، إلكترونياً» لأنها قد «تجعلنا عرضة لدعايات معينة». كما يجدر بنا نشر أبحاثنا على عدة مشغلات، واستخدام شركات مختلفة للأبحاث، كأن نستخدم محرك «غوغل» لتشغيل بريد «ياهو» الإلكتروني، ومحو الكوكيز قبل البدء بأي بحث، أو استخدم ببساطة مواقع «لا تتعقب» كـ«سكروغل.أورغ» التي تجعلنا نستخدم «غوغل» دون التعرّض للتعقب.
المصدر: السفير نقلاً عن «نيويورك تايمز»
إضافة تعليق جديد