طائرات «بريداتور» الأميركية في سمـاء اليمـن منذ أشهـر

ترسخت اكثر فكرة تحول اليمن إلى وجهة جديدة لحرب واشنطن «على الإرهاب»، كما أظهر تقرير في صحيفة «واشنطن بوست» التي أفادت بأن الحكومة الأميركية نشرت منذ أشهر طائرات «بريداتور» من دون طيار في اليمن، لمطاردة عناصر «القاعدة»، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان بلاده تدرس تعزيز القوات اليمنية عسكريا. وفي هذه الأثناء، أمرت محكمة يمنية بـ«القبض القهري» على رجل الدين المتشدد أنور العولقي، واعتبرته فارا من العدالة اثر اتهامه بالانتماء إلى «القاعدة».
وذكرت «واشنطن بوست» ان الحكومة الاميركية نشرت منذ اشهر عديدة طائرات «بريداتور» من دون طيار في اليمن لمطاردة عناصر تنظيم «القاعدة» الذين يكثفون نشاطهم في ذلك البلد. وأكدت الصحيفة استنادا الى مسؤولين اميركيين كبار ان الجيش الاميركي وعناصر الاستخبارات لم يطلقوا صواريخ من تلك الطائرات لقلة معلوماتهم حول رصد اماكن وجود المقاتلين.
وأعلن المسؤولون الاميركيون للصحيفة ان طائرات «بريداتور» تجوب اجواء اليمن منذ عدة اشهر بحثا عن قياديين في تنظيم القاعدة. لكن اولئك القياديين «يختبئون» منذ سلسلة هجمات شنها الجيش اليمني وإطلاق صواريخ اميركية عابرة مطلع السنة كما افادت الصحيفة نقلا عن مسؤول في الحكومة الاميركية. وشددت الصحيفة ايضا على ان المسؤولين اليمنيين متحفظون جدا بشأن هذه الاسلحة وانهم يعتبرون انها قد تأتي بنتائج عكسية.
وبحسب الصحيفة، فقد طلب اليمن من الولايات المتحدة الاسراع في تسليمه ما وعدت به من مروحيات وعتاد عسكري، على ما اضافت الصحيفة التي اكد لها مسؤول في وزارة الدفاع ان الولايات المتحدة تنوي مضاعفة مساعدتها العسكرية الى اليمن لتبلغ 250 مليون دولار في العام 2011.
من جهته، قال غيتس للصحافيين على متن طائرته متوجها إلى استراليا «أعتقد انه على مستوى التدريب وبعض النواحي الاخرى هناك امور يمكن ان نقوم بها لمساعدة اليمنيين على تعزيز قدراتهم». وأضاف «يمكنني القول بأننا نبحث معهم (اليمنيين) مجموعة من الاحتمالات في هذا الاطار» مشيرا الى ان «التركيز الاساسي هو على التدريب». ولم يحدد طبيعة وحجم الدعم الاضافي الذي يمكن ان تقدمه واشنطن.
أما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فاكتفى بكتابة افتتاحية في صحيفة «الثورة»، قال فيها إن «اليمن بخير، ولن ينال منه تآمر متآمر أو حقد حاقد أو عمل إرهابي ضال». واضاف «لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو استلاب إرادته الحرة .. وهو قادر دوما على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدما».
إلى ذلك، امرت محكمة البدايات اليمنية الجزائية المختصة بقضايا الارهاب بـ«القبض القهري» على رجل الدين أنور العولقي واعتبرته فارا من العدالة اثر اتهامه بالانتماء لـ«القاعدة» والتحريض على قتل اجانب. وأتى ذلك في اطار الجلسة الثانية من محاكمة ثلاثة اشخاص بينهم العولقي، في قضية مقتل مهندس فرنسي الشهر الماضي بالقرب من صنعاء، وقد تخلف العولقي عن المثول امام القاضي. وطلب القاضي من ممثل المدعي العام «تحرير مذكرة الى الجهات المعنية بألقاء القبض القهري» على العولقي.
وتحاكم المحكمة هشام محمد عاصم الذي مثل امامها، وانور العولقي (غيابيا) وقريبه عثمان العولقي (غيابيا) بتهمة «تشكيل عصابة مسلحة للقيام بأعمال اجرامية واستهداف الاجانب ورجال الامن تحت مسمى تنظيم القاعدة». ويحاكم العولقي ايضا مع قريبه بتهمة التحريض على قتل اجانب. وخلال الجلسة، نفى المتهم الاول هشام محمد عاصم ان يكون قتل المهندس الفرنسي جاك سبانيولو وجرح مقاول بريطاني آخر في المكان نفسه بتحريض من العولقي.
وكان تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أعلن مساء الجمعة الماضي، مسؤوليته عن ارسال طردين مفخخين إلى الولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي، كما تبنى التفجير المفترض لطائرة شحن اميركية تحطمت في دبي في ايلول الماضي على رغم استبعاد السلطات الأميركية لأن يكون حادث التحطم ناتجا عن اعتداء. وأعلنت عدة دول حول العالم رفضها استقبال طائرات الشحن الآتية من اليمن، فيما قررت الحكومة الالمانية منع جميع رحلات الركاب ايضا.

المصدر: وكالات