تنادي على التلاميذ بألفاظ نابية

من بيتهم الثاني (المدرسة)، يبدأ التلاميذ اكتساب معارفهم وعادات مجتمعهم وتقاليدهم، ومنه يتعرفون إلى أسلوب الحياة، وكيفية التعامل مع الآخرين. ومن أساتذتهم يكتسبون أهم مفردات الحياة، ومنهم يستقون مناهل العلم. ولكن ماذا لو تبدلت الأوضاع، وقلبت الموازين، وبدأ الأساتذة يرددون على مسامع التلاميذ كلمات نابية؟!..
الساعة الثامنة صباحاً موعد الاجتماع الصباحي مع التلاميذ في مدرسة «عصام صافية» في منطقة العدوي. فهذه المدرسة في هذا الوقت بالذات، بحسب سكان المنطقة، تتسبَّب بإزعاج كبير لهم، ليس من قبل التلاميذ وإنما من القائمين على المدرسة؛ ما يشكل أيضاً إزعاجاً للطلاب أنفسهم، ولكن كيف ذلك؟..
فالمعلمون يستخدمون مكبرات الصوت العالية للتحدث مع الطلاب. ولكن -من أسف- لايكون هذا الحديث بكلام عادي ومألوف، بل باستخدام ألفاظ نابية (نعت التلاميذ بكل مسميات الحيوانات وعلى المذياع)، لترسخ هذه المسميات في أذهان التلاميذ، من بداية اليوم الدراسي حتى نهايته. وبحسب ما اشتكى منه الأهالي، إحدى المعلمات، مثلاً، تنادي أحد الطلاب بهذه التسميات، وتصرخ على بقية الطلاب وتطالبهم بالصعود إلى صفوفهم بألفاظ نابية للغاية.
بعد ألفاظ الحيوانات المستخدمة في المدرسة، ربما سيواجه أولئك التلاميذ مشاكل اجتماعية وربما عدوانية كثيرة في المستقبل: ماذا سيكون سلوكهم فيها؟!.. وهنا، لابدَّ من طرح سؤال جوهري: أين المرشد الاجتماعي في هذه المدرسة، وماهو دوره؟!.. يضاف إلى تلك التسميات أيضاً، وصف الطلاب بالمجرمين.. فهل هم مجرمون حقاً من وجهة نظر القائمين على تلك المدرسة؟!..
وفي النتيجة، هذه مدارس مهمتها الأولى تعليم وزرع لبنة العلم في التلاميذ، لا لبنة «الشوارع»، وتربيتهم وتنشئتهم على ألفاظ نحن في غنى عنها. فيكفي ما يسمعه أطفالنا في الشوارع، ومايشاهدونه على الشاشات الفضائية.. فالأهالي يرسلون أطفالهم إلى المدارس ليتعلّموا المناهج ويسهموا مستقبلاً في بناء مجتمعهم، وليس ليتعلموا الألفاظ النابية من معلميهم!!.
فالمعلمون قدوة للطلاب، فهم بناة الأجيال. ويجب ألا ننسى أنها وزارة للتربية.. وعلى القائمين على المدارس عدم نسيان ذلك، وبالتالي عدم نزع الإنسانية من قلوب تلاميذنا بهذه التسميات.

ريم الغبن

المصدر: بلدنا