محطة كهرباء إسرائيلية في الأردن بغاز مصري
يبدو أن حمى الاكتشافات النفطية والغازية في إسرائيل اجتذبت وبشكل كبير عيونا استثمارية داخلية وخارجية كثيرة. وبعدما أعلنت شركات إسرائيلية بينها شركات «ديلك» و«شيكون» و«أدلكوم» نيتها الدخول على خط الانتاج الخاص للكهرباء، أعلنت شركة «غلوبال باور» دخولها هذا المضمار. وتطرح الشركة الأخيرة مشروعا طموحا ليس فقط لانتاج الكهرباء لأغراض الاستخدام الداخلي وإنما كذلك لتصديره.
وبحسب المعلومات الأولية فإن شركة «غلوبال باور» تنوي الاستثمار في مجال انتاج الكهرباء في الأردن وإسرائيل بما لا يقل عن مليار دولار لانتاج 700 ميغاوات من الكهرباء. ولكن هذا المشروع يتضمن أيضا شراء الغاز من حقل تمار قبالة حيفا والاستعداد لتسويقه في أوروبا.
وبحسب ما نشرت الصحافة الاقتصادية في إسرائيل فإن شركة «غلوبال باور» التي يقف وراءها رجال أعمال بارزون في مجالي العقار والطاقة، بلورت مؤخرا وبشكل سري مجموعة من المشاريع لانتاج الكهرباء عبر تقنيات مختلفة. ومن المقرر أن يتم الإعلان بعد ايام عن هذه الخطط بقصد الحصول على استثمارات خارجية من ناحية وبهدف نيل تمويل من البورصة من ناحية أخرى.
وكانت هذه الشركة قد تخصصت في مراحلها الأولية بتقديم الاستشارات لمشاريع البنى التحتية ثم شاركت في مشاريع الانتاج الخاص للكهرباء وهي تدخل حاليا إلى المجال من منطلق استراتيجي.
ومن بين أول المشاريع المنوي تنفيذها بالشراكة مع شركات أخرى مشروع إنشاء محطة لتوليد الكهرباء في بئر طوفيا في الشمال. وتعمل هذه المحطة على الغاز الطبيعي لانتاج 413 ميغاوات وبتكلفة 400 مليون دولار.
وهناك مشروع إنشاء محطة لتوليد الطاقة لصالح مصانع شركة «سيليكت» في ديمونا في جنوب فلسطين. وهذه محطة تعمل على انتاج مشترك للكهرباء والبخار بحيث توفر 115 ميغاوات من الكهرباء و90 طنّا من البخار لإشغال المصنع. وتبلغ تكلفة هذا المشروع 150 مليون دولار تتشارك فيها «غلوبال باور» مع عدة شركات أخرى. وقد وقعت الشركة على اتفاق مبدئي مع الشركات صاحبة الامتياز في حقل تمار على شراء 2.8 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي طوال 17 عاما بقيمة نصف مليار دولار.
ويفسر المسؤولون في شــركة «غلوبــال باور» عدم إقدامهم على شراء الغاز من شركة EMG المصرية بأن الأمر يتعلق بتوقف المصريين عن الاتصالات ربما بسبب أزمة الغاز هناك مما دفــع «غلوبال» للاتفــاق مع شركاء «تمار». ومن المتوقع أن يبدأ عقــد «غلوبال» مع تمــار في السريان ابتداء من العام 2013. ويشــددون على أنه إذا تعرقل استخراج الغاز من حقل تمار حتى العام 2014 «فإننا في مشكلة».
ويقضي العقد بين «غلوبال» وشركات «تمار» بإمكانية التفاوض مستقبلا على شراء كميات أخرى من الغاز الطبيعي للمحطات الجديدة التي ستقيمها الشركة. وبحسب المخططات هناك تسع محطات للانتاج المشترك وهي محطات توفر الكهرباء والماء والبخار الذي تحتاجه المصانع للتبريد. وتقوم فكرة المحطات المشتركة على أساس إنشاء محطات صغيرة بقدرة تتراوح بين 8 و12 ميغاوات باستثمار يتراوح بين 13 و15 مليون دولار لكل واحدة.
وتتجه الشركة إلى استخدام تكنولوجيات أخرى لانتاج الكهرباء خصوصا ما بات يسمى ب«البيو ماس» وهي انتاج الكهرباء عبر حرق المخلفات والقمامة. وتمتلك الشركة تراخيص لانتاج كهرباء في مناطق محددة عبر حرق القمامة بالشراكة مع شركة INOVA السويسرية. ويدور الحديث عن مشروع طموح بتكلفة 150 مليون دولار.
وإضافة إلى ذلك هناك انتاج الكهرباء عبر استغلال الطاقة الشمسية. وتتشارك «غلوبال» مع شركة TNC الإيطالية وشركة زراعية إسرائيلية في مشروع يسمى Solar on Top. وتعمل هذه الشراكة على إقامة مشاريع صغيرة لانتاج كهرباء بالطــاقة الشمـسية بقــوة تصل إلى عشرة ميغاوات وخصوصا فوق حظائر الحيوانات وفي المناطق الزراعية.
غير أن درة التاج في مشاريع شركة «غلوبال باور» لا تقع داخل حدود إسرائيل وإنما تتخطاها إلى الأردن ومصر. وهكذا فإن الشركة الإسرائيلية تملك 50 في المئة من امتياز المشروع الطموح مع شركة Trianon لإنشاء محطة طاقة في العقبة الأردنية. والحديث يدور عن مشروع إنشاء محطة طاقة بقوة 60 ميغاوات في منطقة التجارة الحرة بين إسرائيل والأردن. وستتم تغذية المحطة من أنبوب الغاز المصري المتجه للأردن.
وتتفاوض شركة «غلوبال باور» مع شركة الكهرباء الإسرائيلية ومع زبائن في منطقة إيلات لتزويدهم بالكهرباء المنتج في المحطة الأردنية. ويمتلك المشروع اتفاق نوايا لشراء الغاز من شركة JEF المصرية بسعر مواز لأسعار شركة EMG التي تبيع الغاز لإسرائيل. كما تمتلك الشركة كتاب نوايا بتمويل المشروع ثنائي الأطراف هذا بنسبة 70 في المئة من وكالة التمويل التابعة للحكومة الأميركية (OPIC). وقد عرضت جهات دولية توسعة طاقة المشروع بحيث ينتج 200 ميغاوات.
ومن الجلي أن في إسرائيل من يحاول من الآن الاستفادة من الحاجة للطاقة في المنطقة ويعرض نفسه بديلا لجهد عربي مشترك. ومن شبه المؤكد أن الاستفادة الإسرائيلية من الغاز المصري في الأردن لانتاج الكهرباء تطرح في المستقبل تساؤلات حول كل من خط الغاز العربي أو شبكة الكهرباء العربية التي يجري الحديث عنها.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد