واشنطن تستعد لانقسام السودان بتدريـب شـرطة الجنـوب
تقوم الولايات المتحدة، مستبقة نتائج الاستفتاء الذي قد يقود الى انفصال الجنوب السوداني عن شماله، بتدريب الآلاف من عناصر الشرطة، وتصرف مساعدات بملايين الدولارات، بحجة مساعدة سلطات الجنوب على ضبط الامن قبل استفتاء كانون الثاني المقبل.
وازداد ملف الاستفتاء في الجنوب تعقيدا مؤخرا، مع تحذير الرئيس السوداني عمر البشير من أن عدم معالجة الخلافات بين الشمال والجنوب سيفجّر صراعا أسوأ من السابق، فيما نقل عن رئيس جنوب السودان سلفا كير مطالبته أعضاء مجلس الأمن الدولي بنشر قوات على «الحدود» بين الشمال والجنوب قبل الاستفتاء.
ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية، أمس، عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله إن عناصر أميركية تساعد بعثة الأمم المتحدة في السودان على تدريب شرطة الجنوب استعدادا للاستفتاء.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن ضخت 15،4 مليون دولار في العام 2009، و16 مليونا في 2010 في هذا البرنامج. وقد طلب أوباما زيادة هذه المساهمة في العام 2011. كذلك، قدمت الولايات المتحدة المساعدة من خلال مكتب وزارة الخارجية للمكافحة الدولية للمخدرات وشؤون تطبيق القانون، التي منحت الجنوبيين شاحنات وهراوات ومعدات لقمع المحتجين. كما قدمت 1،5 مليون دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتطوير مركز تدريب «جون غارانغ» في جنوب السودان. وقال المسؤول الاميركي ان هذه المعدات ستساعد الشرطة اذا واجهت «تظاهرات شعبية».
وفي السياق ذاته، اقترح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري تدخلا اكبر للولايات المتحدة في الشأن السوداني. ودعا كيري إلى تقديم مساعدات أميركية اكبر لقوات الأمن والطيران المدني في جنوب السودان. وبناء على ذلك، يدرّس 10 متعاقدين أمنيين أميركيين الشرطة السودانية كيفية قيادة الشاحنات والقيام بدوريات وتحسين الأوضاع في السجون.
وقال المسؤول في إدارة أوباما «نأمل مع مرور الوقت القيام بالمزيد. فمن الجانب اللوجستي، ليس هناك من سبب يمنع قوة الشرطة الجنوبية من حماية الاستفتاء رغم أنها ليست جيشا وغير قادرة على التعامل مع المقاومة المسلحة بالسلاح».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البشير لا يبدي ممانعة حيال تدريب الجنوببين، ما يدفع واشنطن للاستفادة من ذلك والمضي في تدخلها المباشر في بناء «دولة الجنوب». فالسودان بحسب مدير السياسات في مركز التقدم الأميركي ديفيد سوليفان «يتصدر أولويات الدبلوماسية الأميركية في إدارة اوباما».
المصدر: السفير
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد