مصرع قيادات الجيش بتحطم طائرة الرئيس البولندي يشكل كارثة للبلاد
تجمع عشرات الآلاف أمام قصر الرئاسة في وارسو مساء السبت للصلاة والإعراب عن حزنهم على الرئيس ليخ كاتشينسكي، الذي لقي مصرعه، إلى جانب كبار المسؤولين في الحكومة البولندية، في تحطم طائرة غربي روسيا السبت.
وفي الحين، قال محللون إن مصرع كبار قيادات الجيش في الحادث له انعكاسات أكثر خطورة من مقتل الرئيس، الذي لقي حتفه أثناء توجهه ووفد حكومي كبير لإحياء الذكرى السنوية السبعين لمذبحة كاتين عام 1940.
ولقي 97 شخصاً، من بينهم زوجة الرئيس، ونائب رئيس البرلمان، ونائب وزير الخارجية ومحافظ مصرف هولندا المركزي.
وتحطمت الطائرة، وهي من طراز "توبوليف - 154"، وسط ضباب كثيف في مطار "سمولنسك."
وقال توماس فالاسك، من "مركز الإصلاح الأوروبي: "كبار القادة العسكريين، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان وكافة القطاعات الأخرى، كانوا على متن الطائرة"، وتابع: ""إذا كان ذلك صحيحاً.. فنحن أمام وضع جرى فيه قطع رؤوس جميع الخدمات العسكرية."
وكان من بين القادة العسكريين الذين تأكد مصرعهم، ألكسندر سيزيجلو، رئيس مكتب الأمن القومي، والجنرال فرانسيسزيك غاغور، رئيس أركان الجيش، والمطران تاديوش بلوسكي، وهو قسيس الجيش.
وقال فالاسك رغم أن كاتشينسكي كان يشغل أعلى منصب في البلاد، إلا أن الأجهزة الحكومة اللازمة لإدارة البلاد سليمة، منوهاً: "الحكومة في مكانها فهذا ليس نظام رئاسي."
وكان من المتوقع أن يرشح الرئيس البولندي الراحل الذي لا يحظى بشعبية واسعة، 60 عاماً، نفسه مجدداً للانتخابات المقبلة، إلا أن الخبراء رجحوا خسارته.
ومن جانبه وصف المحلل السياسي بيوتر كازينكي من "مركز الدراسات السياسية الأوروبي" الوضع بأنه "زلزال سياسي.. فالكثير من القادة لقوا حتفهم."
هذا وقد تسلم رئيس البرلمان البولندي، برونيسلو كوموروسكس، مهام رئاسة البلاد، ومن المتوقع إجراء انتخابات خلال الشهرين المقبلين، تشير كافة التوقعات إلى فوزه فيها، بعد إعلان رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، الذي يحظى بقاعدة شعبية عريضة، انسحابه من السباق الرئاسي قبيل ثلاثة أسابيع.
ويرى المراقبون أن لحادث تحطم الطائرة تأثير جانبي آخر مهم على صعيد العلاقات البولندية الروسية المتوترة.
وقال جيمس شير، من "شاتام هاوس" البريطاني، إن العلاقات بين البلدين سادها التوتر المتواصل على خلفية مجزرة كاتين التي قتل فيها عشرات الآلاف البولنديين عام 1940 جراء العلاقة الوثيقة التي تربط بولندا بالولايات المتحدة.
وأوضح: "كاتين كانت القضية الأكثر صعوبة حتى اللحظة الراهنة.. والجميع يعرف في بولندا أن ذبحة كاتين هو جزء ضئيل للغاية من جهد منظم من قبل الروس للتخلص من كامل الشعب البولندي. "
وأضاف أنه سيكون من الجيد للعلاقات بين البلدين إجراء تحقيق مفتوح وسريع في حادث تحطم الطائرة.
وكان الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، قد عين رئيس الحكومة، فلاديمير بوتين، لرئاسة لجنة تحقيق في الحادث.
ويذكر أن روسيا أقرت بمذبحة "كاتين" في 1990، إلا أنها رفضت تحديد منفذيها، وفق شير.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد