القاهرة: مئات العسكريين يضربون ويعتقلون عشرات المتظاهرين
ضربت الشرطة المصرية متظاهرين، بينهم مؤيدون للمرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي، في وسط القاهرة امس، وألقت القبض على العشرات منهم، وذلك خلال تظاهرة حاولت تنظيمها حركة «6 ابريل» للمطالبة بتعديلات دستورية وإلغاء قانون الطوارئ المفروض على البلاد منذ حوالي ثلاثة عقود.
وتجمع أكثر من 200 متظاهر أمام مبنى مجلس الشورى المجاور لمجلس الشعب، ثم ساروا نحو ميدان التحرير بعدما منعتهم قوات مكافحة الشغب من الوصول إلى الغرفة السفلى للبرلمان. وحاصر مئات الجنود، المتظاهرين، محاولين إلقاء القبض على بعضهم، مما تسبب في مشاحنات تلاها ضرب الجنود للمتظاهرين بالعصي، وملاحقة فارين منهم، ومحاصرتهم وإلقاء القبض عليهم.
وأكدت إسراء عبد الفتاح وهي من مؤسسي حركة «6 ابريل» «لم نتمكن من التحرك من ميدان التحرير، فقد جاء رجال شرطة يرتدون زيا مدنيا ومنعونا». وقالت «عندما حاولنا الهرب الى شارع مجاور، ضربتنا الشرطة بالهراوات». وكان المتظاهرون يعتزمون التقدم بمطالب إصلاح دستوري، بينها إلغاء قانون الطوارئ، إلى رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور.
وقبيل التظاهرة، قامت اعداد كبيرة من رجال الشرطة بسد كل المنافذ المؤدية الى ميدان التحرير، وسط العاصمة المصرية، والقريبة من مبنى البرلمان. وأغلقت قوات الأمن محطة قطار المترو القريب من ميدان التحرير، ومنعت الركاب من الخروج منها.
وخلال ملاحقة المتظاهرين، هتف عدد منهم «يسقط يسقط حسني مبارك» و»الحرية الحرية». ووقعت فتاة مغشيا عليها، وبكت فتاتان بسبب القبض على زملاء لهما . وعرض أعضاء في مجلس الشعب، بينهم ثلاثة ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، قميصا ممزقا قالوا إنه لمتظاهر سحبته قوات مكافحة الشغب على الأرض قبل إلقائه في سيارة تابعة للشرطة. كما استولت الشرطة على كاميرات استخدمتها وسائل الإعلام في تغطية الاحتجاج.
وقالت هدى عبد المجيد التي ذكرت إنها مديرة في المصرف المركزي «نحن نؤيد البرادعي لكن أساسا نريد تعديل الدستور.. ضابطة شرطة ضخمة الجثة سحبت يدي بشدة لصرفي عن الاشتراك في المظاهرة». وأضافت «كادت تسقطني على الأرض على وجهي وسحبت حقيبة يدي محاولة أخذها.. إرهاب من أجل أن أخاف وأنصرف».
وأكدت مصادر أمنية ان رجال الشرطة اعتقلوا حوالي 200 متظاهر، بينما ذكر جورج اسحق، احد المتحدثين باسم «الجمعية الوطنية للتغيير» التي تأسست لدعم مطالب البرادعي بتغيير الدستور والتي تضم حركة «6 ابريل»، ان حوالي 70 متظاهرا اعتقلوا. اضاف «راجعنا الشباب الذين كانوا في نقاط التجمع المختلفة في وسط القاهرة، وتبين ان 70 شخصا اعتقلوا».
وبعد التظاهرة، قال المنسق العام للحركة أحمد ماهر في بيان، إن جماعته ستقاضي وزارة الداخلية. وأضاف أن ما حدث يبين «خوف الحزب الحاكم من أي معارضة، رغم قول الحزب إنه يسمح بالديموقراطية». وأكد أعضاء «6 ابريل» انهم مستمرون في تظاهرتهم لمقاومة النظام «القمعي»، وطالبوا بتكثيف الدعم للبرادعي «لتغيير الدستور، وطرحه كبديل مقبول لنظام الحكم الحالي».
وتشكلت حركة «6 ابريل» من ناشطين سعوا لدعم دعوة لإضراب عام أطلقها عمال في مدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج شمالي القاهرة في السادس من نيسان العام 2008. وحققت الدعوة تجاوبا نسبيا لكن اشتباكات وقعت بسببها في مدينة المحلة الكبرى بين الشرطة ومضربين قتل فيها اثنان على الأقل وأشعل شبان غاضبون النار في سيارات ومدارس في المدينة.
وتسبب ظهور البرادعي في الساحة السياسية في حركة تبدو قوية نحو كسر احتكار للسلطة من جانب «الحزب الوطني الديموقراطي» الحاكم الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك. وقد ذكرت «المصري اليوم» ان البرادعي بدأ إجراء مناقشات وحوارات مع مؤيديه على موقع «تويتر» الاجتماعي، على غرار ما فعله الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال حملة ترشحه للرئاسة.
ووصل عدد المتتبعين لمناقشات البرادعي إلى اكثر من 1500 حتى امس الاول. وقال البرادعي في أولى المحادثات التي أجراها، إنه «سعيد لرؤية المصريين يكسرون حاجز الخوف، ويشاركون بعضهم البعض من أجل التغيير». وأضاف في أحد التعليقات «شعرت بالحزن أثناء زيارتي للكنيسة بعدما تحدث معي العديد من الأقباط عن إحساسهم بالظلم الواقع عليهم كأقلية في مصر».
في هذا الوقت، طالب المعارض المصري أيمن نور الرئيس حسني مبارك بترك منصبه واعتزال الحياة السياسية. وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر حزب «الغد» وسط القاهرة «أطالب الرئيس مبارك بأن يعتزل الحكم ويستجيب لمشاعر ومطالب المصريين، ويسلم مصر بدستور جديد يليق بمكانتها بين الامم». وجدد نور، الذي منعته الشرطة من المشاركة في تظاهرة «6 ابريل»، تأكيده أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل بنائبين للرئيس، أحدهما سـيدة قبطية، وسيعلن في 6 نيسان 2011 تشكـيل حكومـة ظل ائتلافية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد