آنسات ومطلقات وأرامل للبيع في مصر
«آنسات ومطلقات وأرامل»، متوفرات «بجميع الأعمار وجميع المستويات». ولمزيد من الإغراء من أجل حمل «المستهلك»، وهو هنا الراغب بالزواج، على اقتناء «السلعة»، يضيف الإعلان أن هؤلاء الإناث «لديهن سكن كامل للمعيشة»!
والمرأة ليست السلعة الوحيدة التي يروّج لها الإعلان. فللراغبات بالزواج، هناك في القائمة: «أعزب ومطلق وأرمل ومتزوج (لكنه يرغب بالحصول على) زوجة ثانية» وهم «ميسورو الحال»، وأيضاً «لدينا جنسيات مختلفة من الجنسين للسفر والإقامة».
ذلك هو فحوى إعلان نشر في صحيفة متخصصة ببيع وشراء العقارات، والشقق والأراضي والسيارات وكل ما يخطر على البال قديماً أو جديداً، في مصر، التي يعاني فيها الشباب، من الجنسين، من أزمة «عنوسة»، أسبابها معروفة ومتشابكة فهي اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.
ثمة من رأى في هذا الإعلان «طرفة» لا تستحق الوقوف عندها، وثمة من رأى فيه «انهياراً لقيم بالغة الأهمية»، أبرزها «الإنسانية»، وثمة من منح القضية بُعداً تاريخياً.
وقال أستاذ علم الاجتماع حميد علي إن «الأمر يعد طبيعيا» في ظل ما وصلت إليه مصر، فتعداد السكان تحت خط الفقر وصل إلى الثلث، والتسرب من التعليم يمثل كارثة، أما عن الأمية فحدث ولا حرج، فسكان مصر نصفهم أميون لا يعرفون القراءة والكتابة، والنصف الآخر يعاني من الأمية الثقافية، فماذا تنتظر؟».
وأضاف علي أن «البيع يتم منذ زمن طويل»، فهناك قرى منذ السبعينيات تخصصت في بيع بناتها الصغيرات للأثرياء من عرب ومصريين، وأجريت عشرات الدراسات الميدانية والبحثية حول ظواهر خطرة تهدد الفتاة، خاصة في مصر و»لا أحد يلتفت إليها، البطالة والفقر يضربان مصر ولكل ذلك تأثيره على أبنائها».
وقالت طالبة في كلية التجارة في جامعة القاهرة إن الإعلان «سخيف»، فـ»أنا لو بقيت طول عمري دون زواج لن أفعل ذلك، سأظل عزيزة مكرمة في بيت أهلي حتى ألتقي بشريك حياتي».
وبدوره، استنكر شاب يعمل في أحد أكشاك شركات الاتصالات داخل مترو القاهرة الأمر وقال «هل يعني ذلك أن أقوم ببيع نفسي أو أن أختي تبيع نفسها، إن في الإعلان رائحة قذرة».
وضحك أحد الشباب قائلاً «هذا الإعلان يذكرني بفيلم يا تحب يا تقب حيث كان يسعى أحمد آدم وفاروق الفيشاوي والمنتصر بالله للزواج من عجائز كونهن يملكن المال والسكن».
عن «ميدل ايست اونلاين»
إضافة تعليق جديد