سيول غزة: جرحى وخسائر وغمر عشرات المنازل
أعلنت مصادر في مدينة غزة جرح تسعة أشخاص ونفوق مئات من رؤوس الماشية وغمر عشرات المنازل في القطاع وتضرر أراضٍ زراعية، نتيجة السيول الجارفة التي اجتاحت منطقتي وادي غزة والمغراقة جنوب المدينة. وقال شهود ومصادر طبية محلية إن مياه السيول جرفت التسعة الذين اختلفت درجات إصاباتهم بعدما غمرت السيول مجرى وادي غزة، وتم نقلهم إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. وحملت الحكومة المُقالة التي تديرها حركة «حماس» سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية السيول التي قالت إن فتح الدولة العبرية سداً مقاماً على وادي غزة أدى إلى تفاقمها وإغراق أجزاء من وسط القطاع على جانبي الوادي. واندفعت المياه بسرعة فائقة في مجرى الوادي، البالغ طوله في القطاع نحو سبعة كيلومترات، ما أدى إلى رفع منسوب المياه الى أكثر من مترين، وإغراق قريتي جحر الديك والمغراقة.
وغمرت المياه نحو 70 منزلاً، معظمها منازل بدائية وبيوت من الشعر يقيم فيها البدو مع ماشيتهم، تنتشر في مجرى الوادي وعلى ضفتيه. ويبلغ طول الوادي نحو 80 كيلومتراً ويبدأ من وسط جبال الخليل جنوب الضفة الغربية، ثم يتجه جنوباً الى مدينة بئر السبع عاصمة صحراء النقب، قبل أن يغير اتجاهه إلى قطاع غزة غرباً ليصب في البحر المتوسط. وتوقف جريان المياه في الوادي الجاف منذ نحو 20 عاماً، بعدما أقامت اسرائيل سداً عليه على حدود القطاع، فضلاً عن مصدات أخرى تعمل على حقن مياه الأمطار في الخزان الجوفي في صحراء النقب ومنعها من الوصول إلى القطاع. ووصف الأمين العام للحكومة المقالة الدكتور محمد عوض ما حدث بأنه «جريمة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال في حق المواطنين في غزة».
وأكد في بيان أن الحكومة ستقدم مساعدة عاجلة للأسر المتضررة في المناطق المتضررة، وأنها «باشرت في حصر الأضرار وستقدم تعويضات للمواطنين عن الخسائر التي تكبدوها من السيول»، كما «فتحت مدرسة كفر ياسيف لأكثر من 100 أسرة مشردة».
وذكرت مديرية الدفاع المدني والطواقم الطبية التابعة للخدمات الطبية العسكرية في الحكومة المقالة أنها أنقذت سبعة غرقى من فيضان وادي غزة. وأشار الناطق باسم الخدمات الطبية العسكرية أدهم أبو سلمية إلى أن «نحو مئة عائلة غرقت منازلها جراء هذا العدوان الإسرائيلي». ووصف ما جرى بأنه «جرائم تضاف إلى أعمال الاحتلال الإرهابية المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني»، داعياً «الدول المعنية بإحلال السلام في المنطقة إلى ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياساته العدوانية والتراجع عن أعماله الإجرامية العابثة بحياة المواطنين الفلسطينيين».
وأعلن وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة يوسف المنسي حال الطوارئ في صفوف العاملين في الوزارة. واستنكر «إقدام سلطات الاحتلال على فتح سد وادي غزة، ما تسبب في غرق عشرات المنازل الفلسطينية بمياه الأمطار، خصوصاً في منطقة جحر الديك شمال شرقي مخيم البريج وسط غزة بسبب تدفق كميات كبيرة من المياه على منازل مئات المواطنين». وقال للصحافيين أثناء تفقده المنطقة المنكوبة إن «هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية التي يرتكبها الاحتلال في حق شعبنا، خصوصاً أن قوات الاحتلال تمنع منذ ثلاثة أعوام إدخال مواد البناء والمعدات اللازمة للحيلولة دون حدوث كوارث جراء الفيضانات».
وحذر وزير الزراعة محمد الآغا من «كارثة إنسانية يتعرض لها سكان غزة، لا سيما المناطق التي غمرتها المياه في المحافظة الوسطى جراء فتح الاحتلال سدود وادي غزة». وأكد أن «الاحتلال لم يعطِ أي أشارات تحذيرية لفتح السد المغلق».
فتحي صباح
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد