القاهرة:تظاهرات إسلامية وقبطية متبادلة
تزايد التوتر الطائفي في مدينة نجع حمادي المصرية، التي تشهد تظاهرات اسلامية ومسيحية متبادلة، وسط انتشار كثيف لقوات الامن المصرية، خوفا من تفجر اعمال عنف كبيرة، على الرغم من اعلان السلطات اعتقال ثلاثة من مطلقي النار على المصلين الاقباط الاربعاء الماضي، فيما اعرب الفاتيكان عن تضامنه مع مسيحيي مصر ودعاهم الى «الاتحاد في وجه الظلم».
وكان الثلاثة أطلقوا النار على مطرانية في وسط مدينة نجع حمادي جنوب القاهرة عشية عيد الميلاد الذي يحتفل به الأقباط الأرثوذكس. وقتل في الهجوم ستة أقباط وشرطي ومواطن مسلمان، وأصيب تسعة. وتشكل عملية الأربعاء الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف الأقباط منذ مواجهات اندلعت في العام 2000 في صعيد مصر قتل فيها 20 قبطيا.
وبعد هدوء في النهار، تحدثت تقارير عن وقوع مواجهات بين المسلمين والمسيحيين في المدينة ليلا. وكانت تظاهرات متفرقة لمسلمين ومسيحيين جرت خلال النهار في انحاء متفرقة منها. وقال شهود إن حوالى 300 شاب مسيحي تظاهروا أمام مطرانية الأقباط الأرثوذكس في المدينة ليلا، مطالبين باستقالة محافظ قنا اللواء مجدي أيوب، بتهمة الفشل في حماية المسيحيين. كما تظاهر حوالى ألف مسلم في منطقة السهيل، التي تبعد حوالى 300 متر عن المطرانية، احتجاجا على اغتصاب شاب مسيحي لطفلة مسلمة في تشرين الثاني الماضي.
وذكرت مصادر أمنية أن عشرة متاجر يملكها أقباط في مدينة نجع حمادي وقرية بهجورة المجاورة أحرقت أو أتلفت، فيما اعتقلت الشرطة 20 مسيحياً في أحد شوارع المدينة وبحوزتهم زجاجات حارقة، في ما قال مصدر أمني إن قبطياً أصيب بجروح طفيفة وأبلغ الشرطة بأن مسلمين هاجموه. وأفاد شهود عيان أن أحد المسلمين لقي حتفه مساءً برصاص مجهولين أطلق عليه عند أحد مقاهي حي العبور على مدخل نجع حمادي.
وفي ظل المخاوف من وقوع صدامات واسـعة أو هجـمات أخرى في المدينـة، ظلت المتاجر مغلقة.
وأدى المسلمون صلاة الجمعة ثم تفرقوا في ظل مراقبة عدد كبير من عناصر الشرطة بلباس مدني. وقال شاهد عيان في المدينة أن المسيحيين ارتادوا الكنائس لصلوات الصباح بأعداد قليلة، موضحا أنهم رفعوا رايات سوداء على بيوتهم حدادا.
وأعرب الفاتيكان عن تضامنه مع أقباط مصر. وبعث رئيس المجلس البابوي لوحدة المسيحيين الكاردينال فالتر كاسبر برسالة إلى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث قال فيها إن «على جميع المسيحيين أن يبقوا متحدين في وجه الظلم، وأن يسعوا معا إلى السلام الذي يبقى المسيح الوحيد الذي يمكن أن يعطينا إياه».
وقال رئيس مجلس أمناء «منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان» نجيب جبرائيل، انه بعث بمذكرتين إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للمطالبة بإجراء تحقيق دولي في الاعتداءات الأخيرة على الأقباط.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، توقيف ثلاثة رجال يشتبه في تورطهم بإطلاق النار. وأوضحت انه «وفي إطار جهود أجهزة الأمن في ضبط الجناة في حادث مقتل سبعة من المواطنين في نجع حمادي، ونتيجة إحكام أجهزة الأمن الحصار على المنطقة الزراعية بين مركزي فرشوت ونجع حمادي، وإغلاق طريق الهروب، وتضييق الخناق، قام كل من محمد احمد الكوني وقرشي أبو الحجاج وهنداوي السيد محمد حسن بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية»، مشيرا إلى أن للموقوفين الثلاثة سجلات وسوابق جنائية.
وينتمي المقبوض عليهم لنفس القبيلة التي تنتمي إليها الطفلة المسلمة التي يحاكم شاب مسيحي بتهمة اختطافها واغتصابها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد