اكتشاف حمام أثري يعود لأواخر الفترة البيزنطية قرب الضمير
أنهت بعثة التنقيب الأثري الوطنية أعمال الموسم الرابع للتنقيب في خربة الماطرون الواقعة قرب الضمير شمال شرق مدينة دمشق معلنة عن اكتشاف حمام اثري يعود إلى أواخر الفترة البيزنطية وبداية العصر الأموي ضمن كتلة معمارية ضخمة يرجح أنها قصر.
وقال المهندس إبراهيم عميري رئيس بعثة التنقيب و شعبة المباني في مديرية الآثار في محافظة ريف دمشق انه تم اكتشاف بعض أقسام الحمام ولاسيما الجواني والذي يضم شبكة توزيع الهواء الساخن تحت الأرضيات وفي جدران المبنى.. إضافة إلى الكشف عن بقية أجزاء الكنيسة التي بنيت بجوار الكتلة المعمارية وإظهار بعض أجزاء الفريسك المرسوم على الجدران.
وأوضح عميري أن الكتلة عبارة عن مبنى ضخم له شكل مربع طول ضلعه حوالي 200 متر عمارته تشبه عمارة قصور الصحراء الأموية مثل قصري الحير الغربي والشرقي، وقصر جبل سيس في البادية مخطط مربع له أربعة أبواب في كل ضلع باب مزود بأبراج نصف دائرية في الأضلاع ودائرية في الزوايا في داخله مجموعة من المنشآت.. إلا أن مخططاتها مشابهة للمباني التي شاعت في العصرين الروماني والبيزنطي واستخدمت لغايات عسكرية واقتصادية.
وأضاف عميري ان معظم الباحثين اعتقدوا سابقاً أن هذا المبنى معسكر روماني نتيجة اكتشاف مجموعة من النصوص المنقوشة على الحجارة تتحدث عن المعسكر والجنود.. إلا أن متابعة الأبحاث في هذا المجال شككت بتلك النظريات، وأظهرت أن تلك النصوص منقولة من المعسكر الروماني الذي كان موجوداً في المنطقة وتهدم ونقلت حجارته لاعادة تشييد هذا المبنى الذي يعتقد أنه بني على أيدي الغسانيين أواخر الفترة البيزنطية وربما على أيدي الأمويين.
وبين رئيس البعثة انه في سبيل التأكد من وظيفة هذا المبنى وتاريخ بنائه بدأت بعثة التنقيب الوطنية أعمالها في الموقع منذ عام 2006 وأجرت مجموعة كبيرة من الأسبار التي أظهرت بعض الحقائق عن المبنى وأعطت بعض المعلومات الإضافية التي ترجح وظيفته كقصر.
وكانت أهم نتائج التنقيب خلال السنوات الثلاث الماضية هي الكشف عن منشأة ضخمة داخل الموقع والكشف عن تفاصيل الكنيسة وإظهار مجموعة من الزخارف التصويرية على الحجارة المعاد استخدامها والكشف عن تفاصيل أبراج الزوايا والأبنية المتواجدة في باحات القصر إضافة إلى بعض اللقى الأثرية الهامة منها نص كتابة غير منقوطة منقوشة على لوح رخامي يعود لبداية العصر الأموي ومجموعة من النقود البرونزية تعود للعصرين البيزنطي والأموي.
يشار إلى أن منطقة الضمير 40 كم شمال شرق دمشق اشتهرت منذ العصر الروماني وبني فيها المعبد المخصص للإله زيوس و كانت محطة رئيسية على طريق دمشق تدمر المسمى طريق الخانات أو طريق ديوكليسيان.. ووصل إليها امتداد سلطة الأنباط في القرن الأول الميلادي،وكانت مركزا للغسانيين قبيل الفتح الإسلامي للمنطقة.
جهاد علي
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد