«معاريف»: ثلاثة خيارات للجدار الفاصل مع مصر
بعد يوم واحد من إبلاغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن تسلل المهاجرين الأفارقة من مصر إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية بات «مشكلة وطنية»، ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، ان قراره بإقامة جدار فاصل على طول الحدود المصرية لمنع هذا التسلل، يقوم على أساس أن هناك اليوم في إسرائيل عشرات الآلاف من الأفارقة الذين يتسللون في نطاق الهجرة غير الشرعية لأسباب اقتصادية.
وكان نتنياهو قال «بالوسع الوصول سيرا على الأقدام من أفريقيا إلى وسط إسرائيل، وهو ما لا يمكن فعله وصولا إلى باريس أو مدريد. والأمر قد يشكل مشكلة ديموغرافية واقتصادية وأمنية». وأشار إلى الفارق الاقتصادي بين إسرائيل ومحيطها، وإلى حقيقة وجود ملايين من المرشحين للهجرة من أفريقيا إلى إسرائيل عبر الأراضي المصرية ما يفرض إنشاء هذا الجدار الفاصل.
وأوضحت «معاريف» في عنوانها الرئيس أن نتنياهو اتخذ قرارا استراتيجيا يقضي بمد جدار على طول كل «الحدود» الجنوبية لإسرائيل مع مصر، مشيرة إلى انه جرت في الأشهر الأخيرة مباحثات متعددة بين المشاركين في هذه المسألة في ديوان رئيس الوزراء. ويعتقد نتنياهو بان لا مفر من إقامة مثل هذا الجدار لحل مشكلة تسلل الآلاف من أفريقيا إلى إسرائيل، وهي المشكلة التي ستحتدم، برأيه في السنوات القريبة. وفي الأحاديث والمداولات يقول نتنياهو إن من شان هذه المسألة أن تغير الميزان الديموغرافي في إسرائيل، وهي قد غيرت وجه مستوطنتين في الجنوب منذ الآن، هما عراد وايلات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجدل يدور حاليا حول نوع وكلفة الجدار الذي سيبنى. وأوضحت أن هناك ثلاث إمكانيات: اقتراح الجيش الإسرائيلي، اقتراح وزير المالية يوفال شتاينتس، واقتراح حل وسط من وزارة الأمن الداخلي. وبحسب اقتراح الجيش الإسرائيلي، يبنى الجدار في صيغة جدار الفصل ويكون بالتالي غاليا جدا: الكلفة المقدرة هي نحو 5 مليارات شيكل.
أما شتاينتس، فانه يعتقد بالمقابل انه يمكن إقامة جدار أكثر بساطة بكثير، بكلفة نحو 450 مليون شيكل. ولكن وزارة الأمن الداخلي تعرض حلا وسطا، والتقدير هو أن يتقرر إقامة 3 مشاريع نموذجية لكل واحد من أنواع الجدران. في إطار المشروع النموذجي سيقام كل واحد من الجدران على طول كيلومترات عديدة لفحص نجاعتها في الظروف الحقيقية. والمقصود هو استكمال المشروع النموذجي في الأشهر القريبة وإقرار الخطة مع نهاية السنة الدراسية. ويأمل نتنياهو في أن يطرح في الصيف خطة شاملة لمكافحة ظاهرة التسلل تحقق حلا لهذه المشكلة. وتتضمن الخطة إقامة جدار ووسائل تتبع خاصة في منطقة الجنوب.
وبحسب خطة نتنياهو، سيبنى الجدار بالتوازي من منطقة كيرم شالوم ـ قطاع غزة وجنوبا، ومن منطقة ايلات شمالا. وقد صدرت إلى وزارة العدل منذ الآن تعليمات بالعمل على «رزمة قانونية» تقدم جوابا على الوسائل التي يمكن بها منع المتسللين من اجتياز خط «الحدود» من دون خرق قواعد المواثيق الدولية المختلفة. كما يجري فحص إمكانية استخدام وسائل لتفريق التظاهرات وربما وسائل أخرى على طول خط «الحدود» الجنوبية.
في المداولات المغلقة يقول نتنياهو إن المكان الوحيد الذي يمكن السير فيه على الأقدام بضع عشرات الأمتار للانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول هو في جنوب إسرائيل. في باقي الأماكن في العالم تفصل البحار والمحيطات بين هذين العالمين. وبحسب رئيس الوزراء، فان إسرائيل خرجت من الأزمة الاقتصادية بشكل جيد جدا أفضل من معظم الدول الأخرى، الأمر الذي يؤكد الفوارق الهائلة بين الظروف ومستوى الحياة في الدولة العبرية وبين ما يحصل في جنوبها. وعليه، فانه من غير المتوقع أن يتبدد الضغط على «الحدود» الجنوبية بل أن يزداد أكثر في السنوات القريبة. وهذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يعتقد أن لا مفر من وضع جدار في جنوب إسرائيل. في النهاية، يقول رئيس الوزراء، انه سيتعين علينا أن نحيط كل الدولة بالجدار، ولن يكون هناك مفر من ذلك.
عندما تطرح الرزمة موضع الحديث مع بداية السنة الدراسية الجديدة، سيتخذ أيضا قرار في موضوع أطفال العمال الأجانب. بلورة رزمة شاملة كبيرة لوقف الهجرة إلى إسرائيل ستسمح لنتنياهو بتسويغ بقاء معظم أبناء العمال الأجانب الذين يبحث موضوعهم الآن، وذلك بقرار لمرة واحدة.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد