مفاجأة: التكنولوجيا تقرب ولا تفرق
يعتقد كثيرون أن التكنولوجيا، وخاصة الهواتف الخلوية والإنترنت، تؤدي إلى عزلة اجتماعية، وتفكك الروابط العائلية.. لكن مسحاً شاملاً أثبت أن مستخدمي التكنولوجيا الحديثة يتمتعون بشبكات واسعة ومتنوعة من العلاقات الاجتماعية، وهم يناقشون أكثر من الأشخاص الذين لا يستخدمونها.
وأكد أستاذ التواصل في جامعة «بنسلفانيا» كيث هامبتن، الذي اشرف على دراسة أعدها معهد «بيو» الأميركي أن «قنوات الاتصال تحفز العلاقات الاجتماعية للناس»، مضيفاً أنه «من الخطأ الاعتقاد أن استخدام الانترنت والهاتف الخلوي يدخل الناس في دوامة العزلة».
وقال معدّو الدراسة التي حملت اسم «العزلة الاجتماعية والتكنولوجيا الجديدة» إن نتائجهم «تتحدى الأبحاث السابقة والمخاوف من التأثير الاجتماعي السلبي للتكنولوجيا الجديدة»، منتقدين «ميل النقّاد إلى إلقاء الملامة على التكنولوجيا، أولاً، عندما تطرأ أي تغييرات اجتماعية». ووصف هامبتن الدراسة بأنها «الأولى من نوعها، لكونها تبحث فعلياً في العلاقة بين استخدام التكنولوجيا والعزلة الاجتماعية، ووجدنا عكس ذلك».
وشرح هامبتن أنه «تبين أن الذين يستخدمون الانترنت والهواتف الخلوية يحققون امتيازات اجتماعية واضحة»، فـ«الناس يستخدمون التكنولوجيا ليبقوا على اتصال مع الآخرين، ويشاطرونهم المعلومات بشكل يسمح لهم بالبقاء ناشطين اجتماعيا وعلى اتصال بمجموعاتهم».
وجاء في الدراسة أن ستة في المئة من الأميركيين يمكن اعتبارهم معزولين اجتماعيا، أي يفتقدون إلى من يناقشون معه القضايا المهمة أو من يعتبرونه «مهماً» في حياتهم؛ وهو «وضع لم يتغير كثيراً منذ عام 1985». وتناولت الدراسة شبكات الحوار العام، التي يناقش فيها الناس قضايا مهمة، والشبكات الشخصية المحدودة، التي يشارك فيها المقربون منهم والذين يتمتعون بثقتهم.
وتبين أن شبكات الحوار هي اكبر لدى مستخدمي الهواتف الخليوية بنسبة 12 في المئة مقارنة مع الذين لا يستخدمونها، وبـ9 في المئة لدى من يتبادلون الصور على الانترنت، وبـ9 في المئة بين الذين يستخدمون الرسائل النصية.
وفي الشبكات الشخصية المحدودة، بينت الدراسة أن التنوع اكبر بـ25 في المئة بين مستخدمي الهواتف الخليوية، وبـ15 في المئة بين مستخدمي الانترنت الأساسيين، وحتى اكبر لمستخدمي الشبكة بشكل دائم والذين يستخدمون الرسائل النصية أو يتبادلون الصور الرقمية.
أظهرت الدراسة انه في المعدل، فإن أعضاء الشبكات الشخصية المحدودة يلتقون بأعضاء في هذه الشبكة خلال 210 أيام في السنة. وهم يجرون اتصالات اجتماعية بهم عبر الهاتف في 195 يوماً، واتصالات على الهاتف العادي في 125 يوماً واتصالات عبر الرسائل النصية في 125 يوماً.
المصدر: «العرب اونلاين»
إضافة تعليق جديد