طفل يحبو بين السيارات على كورنيش طرطوس
فوجئ سائقو السيارات الذين كانوا يمرون على الكورنيش الشرقي في مدينة طرطوس صباح يوم الخميس الماضي بطفل صغير يقدر عمره بحوالي سنة وبضعة أشهر, يحبو على الطريق .
وكادت إحدى السيارات أن تصدمه لأن سائقها لم ينتبه إلى وجوده في البداية, لكنه سرعان ما لاحظ وجوده فأوقف سيارته بسرعة ، وتم إبلاغ الشرطة التي حضرت إلى المكان وفتحت ضبطاً نظامياً بالحادث.
وعمم الضبط على كافة الأقسام لمعرفة ما إذا كان هناك بلاغ عن طفل مفقود في الآونة الأخيرة, ليتم تسليم الطفل إلى أهله إن وجدوا!.
لكن أهل الطفل على ما يبدو ليسوا موجودين, فلم يتقدم أحد للسؤال عنه, الأمر الذي يضع سيناريوهات عديدة لقصة هذا الطفل "الضحية" بكل المقاييس الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية .
ومن بين تلك السيناريوهات المفترضة أن يكون أهله قد قرروا التخلي عنه والتخلص من عبء تربيته, إلا أن ما يضعف هذا السيناريو هو أن الأهل في مثل هذه الحالات يرمون طفلهم في عمر أبكر بكثير, أي منذ ولادته أو بعدها بقليل, وهم يفعلون ذلك غالباً قرب ملجأ أيتام أو على باب مستشفى وليس على طريق عام يضج بحركة السير كالكورنيش الشرقي.
وهناك بالطبع سيناريوهات أخرى عديدة لقصة هذا الطفل, وما تزال التحقيقات مستمرة للتوصل إلى ترجيح أحدها على البقية, مع أن التحقيق في موضوع كهذا ليس سهلاً ويكاد يصطدم بحائط مسدود!.
وفي النهاية سوف يودع الطفل غالباً في ملجأ للأيتام, وسوف يدفع ثمن انعدام الحس الإنساني لدى من رموه تلك الرمية كائناً من كانوا ومهما كانت دوافعهم ومبرراتهم التي لا يمكن قبولها على الإطلاق.
المصدر: كلنا شركاء
إضافة تعليق جديد