اعتراضاً على هدم مخالفات: صدامات بين المواطنين وقوات الأمن في عربين
اضطررنا بعد إغلاق أهالي بلدة معربا للطريق الرئيسي دمشق- صيدنايا لسلوك الطريق الخلفي المؤدي إليها حيث أوقفنا شرطي المرور الذي منع كل السيارات من التوجه إلى المنطقة إلا أنه سمح بمرورنا كصحفيين بعد الحصول على إذن الرائد المسؤول.
في معربا كان المشهد مليئا بالدخان الناتج عن إحراق الإطارات والتي استخدمت لقطع الطريق ، حيث اخبرنا محمد عودة وهو أحد أهالي البلدة إن منطقة (الصحرا) التي حدث فيها الهدم هي منطقة مستملكة من قبل محافظة دمشق لصالح بلدية برزة وهي منطقة بناء مخالف مضيفا أن الهدم لا يطال إلا منازل الذين "لا يدفعون" ومنهم أحمد حسن باكير صاحب المنزل المهدم والذي أصيب بانهيار عصبي.
وأكد عودة أن القصة بدأت قبل أسبوع عندما قامت الشرطة بهدم جزء من المنزل الذي تبقى منه غرفتين تسكن فيهما عائلة أحمد حسن باكير و حاولت الشرطة استكمال الهدم يوم الاثنين دون أن تتمكن من ذلك بسبب ممانعة الأهالي وتحشدهم في المنطقة.
اليوم الثلاثاء شهد المحاولة الثانية "الناجحة" في العاشرة والنصف صباحا حيث رافقت الجرافات 7 باصات من قوات حفظ النظام و6 سيارات من شرطة النجدة يرافقهم مجموعة من الضباط بينهم ملازم أول والذي يعتبره الأهالي الذين تجمعوا حول مراسل "سيريانيوز" سبب المشكلة.
الأهالي الغاضبين الذين اتشحت وجوههم بالسواد بسبب الدخان الكثيف قالوا لـ"سيريانيوز" إن الشرطة وحفظ النظام اعتدوا بالضرب على النساء الذين حاولوا منع الهدم وسحبوهم خارج المنزل وفيما أصيب الصبي ذو السبع سنوات بجروح خفيفة.
وأصيبت ثلاثة نساء كبيرات في السن تعرضت إحداهم للسقوط من سطح المنزل بعد أن أصابها أحد قوات حفظ النظام بقنبلة مسيلة للدموع قبل أن يقوموا بسحبها على الأرض وضربها حسبما قالت لـ"سيريانيوز".
فيما لم يستطع رجل مصاب على فمه الإجابة على أسئلتنا بعد عودته من المشفى, وأكد الأهالي إصابة أحمد حرب بالرصاص الحي في كتفه من قبل الشرطة التي اعتقلت ما يزيد عن 15 شخصا بعد الاعتداء عليهم بالضرب بينهم مختار البلدة حسب تأكيدات سكان معربا الذين تحدثوا عن وعود من المسؤولين بإطلاق سراحهم.
المستخدمة في مدرسة معربا قالت لـ"سيريانيوز" إن السلطات أطلقت القنابل المسيلة للدموع داخل المدرسة أثناء تواجد الطلبة داخلها الأمر الذي أدى إلى إغماءات بينهم وسمى الأهالي منهم التلميذان محمد مليحاني و ولاء كلة.
هذا وتابعت "سيريانيوز" مصادر في مشفى الزهراء ببلدة التل في ريف دمشق و ومشفى ابن النفيس في ركن الدين بدمشق لتقف بان عدد الحالات التي دخلت قسم الاسعاف في كلا المشفيين 17 حالة والإصابات كانت تعاني من ضيق تنفس إثر استخدام الغازات المسيلة للدموع من قبل عناصر حفظ النظام نافين وصول إصابات من أنواع أخرى.
وقالت موظفة استعلامات مشفى الزهراء لـ"سيريا نيوز" إن عدد حالات الإسعاف التي أدخلت المشفى بلغ حالتين، فيما أفاد قسم الإسعاف في مشفى ابن النفيس أن عدد الحالات بلغ 15 تم إجراء الإسعافات اللازمة لهم وأخرجوا من المشفى بعد تعافيهم.
الرد الرسمي
أوضح مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق نذير أضاباشي أن المنطقة التي جرى فيها هدم البناء المخالف هي "منطقة مستملكة لصالح محافظة دمشق لتوسيع المخطط التنظيمي، رغم أنها تابعة إداريا لمحافظة ريف دمشق" مضيفا إن "أهالي المنطقة عندما عرفوا أن هذه المنطقة مستملكة أتوا لإعمار مناطق مخالفات عشوائية فيها، وهذا الأمر سيعيق في المستقبل أي عملية تنظيم وإقامة منشآت جديدة فيها..وسيكلف الدولة أعباء نحن في غنى عنها، اليوم لا نريد عقبات في وجه المشاريع التي تنفذ..".
ولفت أضاباشي" إلى أن القانون رقم (1) للعام 2003 منع البناء بدون ترخيص ونص على معاقبة المخالف في بعض الأحيان بالسجن والغرامات ويحال إلى محاكم بدايات الجزاء" ولذلك"نحن مضطرين لاتخاذ إجراءات رادعة في وجه المخالفين لأن سرطان المخالفات في حال دخوله إلى تلك المنطقة فهو مشكلة كبيرة".
وأشار مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق إلى أنه " لدينا منطقتين في ريف دمشق نعاني منهما وهما معربا والمعضمية, لديهم هذه المشاكل وهناك ممانعة كبيرة من الأهالي تجاه الهدم, لديهم منطق أن هذه "أرضنا، وشو جاب محافظة دمشق لتأخذها" رغم إشارته إلى أنه "لا يوجد إنسان تستملك أرضه وتكون ردة فعله إيجابية".
وأوضح بشأن ممانعة الأهالي في بلدة معربا قائلا" سابقا حاولنا هدم هذه المخالفة وكان هناك معارضة كبيرة حتى أن مهندس المحافظة تضرر وضرب، وملازم أول لم يسلم منهم، فاضطررنا إلى الاستعانة بقسم شرطة معربا ثم لجأنا إلى حملة أكبر بمؤازرة قوى حفظ النظام لأن هذا الموضوع له علاقة بهيبة الدولة، فمشكلة إذا أردنا تطبيق القانون ويريدون الاعتداء علينا".
المصدر: سيريانيوز
تحقيق: جورج كدر –يعقوب قدوري -
إضافة تعليق جديد