تقضي 25 سنة في تفكيك منزلها وتركيبه
بعد سنوات من الصراع مع السلطة المحلية ووصول المفاوضات الى طريق مسدود اضطرت البريطانية ماى سافيدج الى نقل منزلها الذي يعود الى القرن السادس عشر الى مكان يبعد 100 ميل عن موقعه الاصلي، ولكنها أصرت على نقله بطريقتها الخاصة وقضت حوالي ربع قرن من عمرها في نقله وتركيبه مرة اخرى، حيث عملت بدأب وصبر وجلد على تفكيكه، “خشبة خشبة”، و”طوبة طوبة”، ثم أعادت تجميعه في المكان الجديد .
القصة نشرتها “ديلى ميل أون لاين” أمس، وقدمت قصة كفاح السيدة على لسان ابنة أخيها التي ألفت كتاباً عن حكاية عمتها الغريبة، التي أصرت على حماية منزلها ذي الطراز المعماري الفيكتورى المميز، فدخلت معارك طويلة مع السلطات المحلية التي قررت هدم المنزل، لتوسعة الطريق العام الذي يمر بجانبه، وبعد جدال قضائي استمر 15 عاماً، أدركت السيدة إن منزلها سيهدم لا محالة، لذا طلبت مهلة من السلطات المحلية للسماح لها بنقله حفاظاً عليه، وقامت بنفسها ومن دون مساعدة من أحد وهى في 58 من عمرها بالبدء في تفكيك المنزل بدءاً من السقف والجدران وحتى القبو، وكانت تعمل طوال النهار، وتضع جدولاً زمنياً قاسياً، لتتمكن من إخلاء المكان قبل نفاد صبر السلطات عليها، وكانت تحفر أرقاماً خاصة بكل لوح خشب تزيله من مكانه حتى تعرف المكان الذي سيعاد تركيبه فيه على غرار لعبة “الصور المقطعة” أو “بازل” الأطفال، واستمرت في الإقامة بالمكان نفسه من دون كهرباء، معتمدة على اللمبات التي تعمل بالكيروسين، حتى في ظل أكثر أوقات الشتاء برودة، وبعد أن أتمت مهمتها، بدأت العمل من جديد في الموقع الذي اختارته لإعادة تجميع المنزل ، وظلت تعمل بلا ملل حتى بلغت 82 عاماً ونجحت بمفردها في إعادة تركيب الهيكل الأساسي للمنزل، وتثبيت السقف الذي استغرق منها 7 سنوات من العمل المتواصل، حتى احتاجت إلى مساعدة احد المتخصصين في البناء بالأسمنت الذي لم تعتد عليه في السابق . وتحدث الكتاب عن السيدة ذات العزيمة التي لا تفتر والتي كانت موضع إعجاب ومساندة الكثيرين من قريتها والقرى المجاورة، للحد الذي دفع الملكة إليزابيث الثانية إلى دعوتها إلى قصر باكنجهام بعد ذياع صيتها، وانتشار قصتها .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد